[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]هناء حجازي[/COLOR][/ALIGN]

ألا تتساءلون معي أحيانا ترى كيف تكون ردة فعل المسؤول حين يرى انتقادا في الصحف لأداء إدارته، أو فضحا لخطأ ما وقع فيه المكان الذي يشرف عليه أو تساؤل من مواطن غلبان عن أسباب القصور التي يعج بها المكان ..
ترى هل يهز المسؤول كتفيه ساخرا ويغني مع أحلام \” قول عني ما تقول، صوبي كم صعب الوصول \” ؟
أم يرفع السماعة ليطلب من مدير مكتبه الاتصال بالادارة التي تتحدث عنها الجريدة واضعا في البال أن ينتهي الموضوع بإلقاء المسؤولية على شخص آخر تتم معاقبته أو عدم معاقبته، المهم في النهاية أن تلقى المسؤولية على شخص آخر غير المسؤول
أم أنه يغضب وينفعل ويشتم الجريدة والقائمين على الجريدة وغباء الكتاب والصحفيين والناس أجمعين لأنهم لا يفهمون ولا يقدرون مقدار التعب الذي يبذله لتحسين الأحوال ..
هل يقفل الجريدة ويغمض عينيه ويمارس حال الإنكار ويقول بإيمان شديد ليس في الإمكان أحسن مما كان؟
هل يترفع بصلف عن غوغاء الصحافة، أم يلعنها ويلعن كل من تسول له نفسه كتابة حرف عن المكان الذي يفترض أن يكون مسؤولا عنه ..
لماذا يغضب المسؤول من الكلام الذي تنشره الصحف، والإعلام بشكل عام ولماذا يتوقع أن يكون المواطن العادي على علم بكل مجريات الأمور في إدارته، ومن اين للمواطن أن يعلم؟ ولماذا يجب أن يعلم، من حق المواطن أن يقارن بكل عفوية وتلقائية بين شوارع مدينته وشوارع المدن الأخرى ويتساءل لماذا مدينته تشكو من الحفر والأرصفة المكسرة، ألا يرد على ذهن أي شخص تساؤل من نوع لماذا مشاريع الطرق تأخذ لدينا سنين طويلة بينما لا تأخذ كل هذا الوقت في بلدان اشد فقرا منا ، أليس من الطبيعي لمواطن يسكن جدة ويستخدم مطارها أثناء سفره أن يصيبه ما يقرب الجنون حين يقارن بين هذا المطار وبين مطار أي دولة أخرى نزل فيها ويهلوس أثناء نوبات جنونه هذه عن السبب في هذا الحال الحزين الذي يعاني منه المطار الذي يستقبل ضيوفا من كل أنحاء العالم ..
لماذا يفترض المسؤول أن الكاتب أو الصحفي أو المواطن يجب ان يكون متفهما ومتقبلا لكل ما يراه من قصور، أو أن يتحدث بإيجابية وبعقلانية، بينما كل مايراه حوله بعيد تماما عن الايجابيات ويدفع إلى الجنون .

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *