[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]أ.د. إبراهيم بن عبد الكريم الصويغ[/COLOR][/ALIGN]

يؤكد الصحافيون على مصداقية الخبر، وان فن كتابته تتطلب ان يكون العنوان جذاباً وفيه شيء من الإثارة وان يكون محتواه متكامل العناصر، حتى يشد انتباه القارئ ويغريه لإعطاء مزيد من الاهتمام وقراءة الخبر حتى نهايته، إلا أن الذي يبدو ان من المحررين من فهم هذه المعالم بصورة مغايرة، فنجدهم يبالغون في الوصف ويسهبون الكتابة في غير صلب الحدث، حتى يضيع الهدف في ثنايا ما يعددون وما يتحدثون عنه من امور ليست في موقعها.
يحدث على سبيل المثال ان تقرأ وصفاً لمباراة في كرة القدم، وتود ان تعرف النتيجة عند بداية القراءة الا انك تجد نفسك تستعرض الكثير من المعلومات التي تتبدل وتتعدد وكأنها تتعمد ان تخفي عنك تلك النتيجة بصورة مملة، خاصة إذا كنت من غير المهتمين بكرة القدم، ومثال آخر قد يتكرر في وصف الحوادث وغيرها، إذ تجد ان الخبر قد أخذ يتحدث عن جوانب اخرى علاقتها غير مباشرة بالحادث، مما يضعف مقدرة القارئ على المتابعة.
هذا الأسلوب قد ينتقل ايضا الى كتابة المقال، ومن ذلك ان يكتب مقالاً ليعدد مناقب شخص ولكن دون إفصاح عن اسم هذا الشخص في العنوان وحتى قرب نهاية المقال، مما يدفع القارئ ان يقفز الأسطر الى الاسم أولاً، ومن ثم وحسب معرفة القارئ بالشخص المعني قد يكمل القراءة ليكتسب المزيد من المعرفة به، او انه قد فضل صرف النظر من البداية، وذلك لانه لا يرغب ان يرغم على القراءة عن شخص دون سابق معرفة باسمه.
الأكثر صعوبة ان تنشر جريدة خبراً مطولاً بعنوان واضح يقول تحطم طائرة سعودية على متنها 109، وتناثرت جثث ركابها لمسافة 5 كيلو مترات خارج المطار، فينزعج القارئ ثم يصدم بقراءة الخبر الموغل في وصف الحادث ليظن مما ذكر عن تلك الرحلة احتمال كبير لأعزاء له عليها، فيرغم نفسه وهو يرتعش على الاستمرار في قراءة الخبر، ليفاجأ ان ذلك كان وصفاً لتمرين وهمي، فتسقط الجريدة من يده وهو يقول لا حول ولا قوة إلا بالله.
6562564
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *