[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]خالد محمد الحسيني[/COLOR][/ALIGN]

.. حتى ماقبل ثلاثة عقود او تزيد كانت بعض الاسر في \”الحجاز\” يستعينون في خدمة البيوت بأشخاص في سن العاشرة أو تزيد قليلاً يقوم بخدمات البيت يطلق عليه \”الصبي\” كان ذلك قبل ان تدخل خدمة \”الشغالة\” من السيدات الى منازلنا، وكان الصبي يتقاضى راتباً زهيداً لايتجاوز الـ 50 ريالاً في الشهر ومن مهامه تلبية حاجات المنزل من السوق وحمل الأطفال الصغار والعمل في بعض اعمال المطبخ ولا تزيد مهامه عن هذه الاعمال.. كان الصبي يُعد من ابناء صاحب الدار وكان يخاطبه بعبارة \”العم\” تذكرت ذلك وأنا أقرأ ما صرح به وزير العمل بل واقسم ثلاثاً انه يسعى لأن يوظف الشباب السعودي في وظائف راقية وأنا لا أطالب بأن يعمل الشاب اليوم صبيا لكنني لا أجد سببا مقنعا في امتناع وابتعاد اكثر شباب اليوم عن بعض الاعمال معتبرين ذلك لا يتفق مع تطلعاتهم .. واعود لأكثر هؤلاء الذين عملوا صبيان في المنازل واعرف بعضهم معرفة قريبة وقد اصبح اليوم في حال جيدة بل ان بعضهم اصبح من كبار تجار السوق او مسؤولاً عن عمل حكومي او خاص ولا يمانع اكثرهم في ان يذكر عمله القديم وبل ويذكر لمن كان يعمل لديهم الفضل ولازال بعض هؤلاء يتواصل مع افراد الاسرة من منطلق ان العمل النظيف لايعيب الانسان بل ان هناك من زوج ابنته لاحد من كان يعمل لديهم لأنه عرفه وخبره، انني اتمنى ان يفكر شباب اليوم في واقع الوظائف خاصة الشاب غير المؤهل لسوق العمل ويقبل بالوظيفة التي يجد انها تعود عليه براتب لابأس به ويضع في تقديره ان الايام سوف تحقق له تطلعاته فقط يحتاج لشيء من الصبر .. أعرف أن هناك من يقول إن الشاب المؤهل اليوم لايجد عملاً فيكف بغيره وأقول إن هذا خلل تتحمله الجهات صاحبة العلاقة بداية بالتخصص الذي لا يتفق مع سوق العمل او تراخي الجهات صاحبة العلاقة في ايجاد وظائف لالآف الشباب والشابات وان وجدوا فهو لدى القطاع الخاص وبراتب بسيط لايحقق أبسط حاجات الشاب فكيف إن أراد أن يكون اسرة .. هذا الامر هو من أكبر ما يواجه مجتمعنا اليوم وعلينا أن نجد له الحلول السريعة العملية المقبولة .. واستمرار الوضع على هذا التراجع يفرز شباباً محبطاً لا يتفاعل مع أي وظيفة في المستقبل بل لا يشجعع أي شاب على الدراسة والبحث والتحصيل لأنه عرف النتيجة مسبقاً..
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *