فقد الاحبة بلاء عظيم والاقسى منه فقدان فلذات الاكباد وقرة العين ورياحين الفؤاد، لكن الرضا بقضاء الله رب العالمين من الايمان، قبل ايام فقدت حفيدي مصطفى وليد سلامة وابن عمه يوسف باسم سلامة، وذلك اثناء عودتهما من المدينة المنورة بعد اداء واجب العزاء في صديق عزيز عليهما رحمهم الله جميعا، ما اكثر ضحايا حوادث الطرق واصعبها ألما على النفس من ارواح واصابات.
ومع التسليم بقضاء الله وقدره ولا راد لقضائه، فان المصاب جلل وصدمة صاعقة عقدت الالسن وادمنت القلوب، ولا علينا الا الصبر والاحتساب، ونقول ما قاله نبي الرحمة والمهدجاة صلوات الله وسلامه عليه، ان العين تدمع والقلب يحزن، ولا نقول الا ما يرضي ربنا وانا بقراقكما لمحزونون.
ان الابناء والاحفاد هم اكبادنا نمشي على الارض، واي ألم يصيب احدهم يؤلم اكثر وكما قال الشاعر:
لو هبت الريح على بعضهم
لامتنعت عيني من الغمض
فكيف بمن نفقدهم وهم في عمر الزهور، واقول لاسرتي الفقيدين الغاليين وكل القلوب المكلومة عليهما، ان الصبر على ألم الفقد وحرقة الفراق، انما هو نعمة ومنحة من الله. قال تعالى “وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون”.
إن ملامح وصور الفقيدين الغاليين وذكرياتهما لا تغيب عن اعيننا وحبهما ساكن الافئدة المكلومة لاستريهما وجميع الاهل ومن عرفهما واحبهما، لكن هكذا الدنيا دار ممر وابتلاء، ولا يصبر على فقد عزيز وفلذة كبده الا من وفقه الله عز وجل وثبت الايمان في قلبه، وله الجزاء الاوفى عند رب العالمين، كما في الحديث عن الرجل الذي قبضت الملائكة روح والده فيسألهم الله عز وجل وهو اعلم بهم: قبضتم روح ولده؟ اخذتم ثمرة فؤاده؟ فيقولون: نعم فيقول الله: وماذا قال عبدي؟ فيقولون: حمدك واسترجع. فيقول لهم: ابنوا لعبدي بيتاً في الجنة وسمّوه بيت الحمد.
إن الاقدار جارية بما قسم الله تعالى، لا يقدم منه شيء، ولا يؤخر، وعلى المبتلى الرضا والتسليم والصبر، فالدنيا على زينتها وزخرفها اتفه من ان يركن اليها الانسان. قال تعالى (ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين) ولشاعرنا محمد حسن فقي رحمه الله:
لقد فوضت امري منذ امسي
ومذ يومي الى رب السماء
رضيت بكل رزء حين يرضى
اللهم لك الحمد، اذا قدرت لطفت، وان ابتليت بالصبر جملت وسترت، اللهم لك الحمد ان جعلتنا لك شاكرين، واليك دائما منيبين، اللهم استودعناك من باتوا في قبورهم، وتركوا ذكراهم حية في القلوب وفي ذاكرة المكان، ملامح لا تغيب واصوات اشتقنا لسماعها، فاغفر لهم يا الله انك انت العزيز الغفور واجبرنا في مصابنا، وارحمنا اذا صرنا الى ما صاروا اليه، (يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم).
وجزى الله خيرا كل من واسانا في الفقيدين العزيزين، والتقدير موصول لاسرة صحيفتنا البلاد الغراء على عزائهم، وهم اهل الوفاء، حفظ الله الجميع ولا اراكم مكروهاً في عزيز لديكم (انا لله وانا اليه راجعون).
للتواصل 6930973

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *