الصافية والمرجانية والحج زمان
•• بستان الصافية وبستان المرجانية في المدينة المنورة كانا يتحولان في ايام موسم الحج الى حالة من الاستنفار فتتحول حياضهما الخضراء الى مكان يفترشه الحجاج الايرانيون – وبالذات – كان ذلك حتى بداية الثمانينات الهجرية قبل ان يتحول العمران في المدينة المنورة الى هذه الهياكل الاسمنتية بعد ان تخلص اهلنا من منازلهم المبنية من الحجر والطوب واللبن .. فكان ان تحول هذان البستانان الى واحة من البهجة فتفرش تلك الحياض بأشكال وانواع – السجاد – الايراني من الكاشاني والاصفاني وتغطى المساحة الخضراء بقماش – السليطي – قليل البياض بعد ان تقطع الى مربعات بتلك السواتر من القماش السميك لنوم – السيدات – داخلها.
وتتحول – البرك – او المسابح الى اماكن لاستعراض السباحين لمهاراتهم السباحية من الرجال ولتقليل الحرارة في ذلك الزمان اللاهب.
كان الايرانيون حجاجاً لهم طابعهم الخاص .. وبالفعل كانوا أناساً هادئين يمارسون شعائرهم في سكينة بلا أية مضائقات او نزاعات انه الزمن الجميل الذي كان .. بتلك البساطة التي كانوا عليها.
كان الحاج الايراني حاجاً مسالماً .. له قدرته الشرائية الواضحة .. وكانت له روحه الهادئة التي كان يتمثل بها دون عراك مع نفسه او مع الآخرين.
انه الزمن الجميل الذي كان يظلل أهله برداء المحبة والاخاء .. فهل من عودة الى ذلك الزمان؟.
التصنيف: