[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]علي محمد الحسون[/COLOR][/ALIGN]

•• كان رجلاً له \”كريزمته\” الخاصة التي لا تخطئها العين أنه واحد من أولئك الذين يتمتعون برؤية لا تخلو من صفاء مهما أدلهمت الظروف..
لقد رأيته لأول مرة وأنا في الخامسة من عمري تقريباً في ذلك المنزل الفسيح حيث كان يستقبل أطفال الحي في \”كتابه\” كان ذلك في السبعينات الهجرية على ما أذكر كأنه يريد أن يفتح باب المعرفة لأهل ذلك الحي وهو القادم من الهند التي ذهب إليها كما كان يذهب أهل الحجاز إلى درة التاج البريطاني ليبقى هناك أكثر من ثلاثين عاماً أجاد خلالها عديداً من اللغات الهندية وارتوى من ثقافة تلك البلاد.
لأقترب منه أكثر عند مصاهرة – عمي حمزة – رحمه الله له لأكتشف المزيد من المعارف التي كان يحملها سواء معارف في أغلبها تاريخية دينية مع قدرة على ربط كل ذلك برؤية ذاتية مليئة بثقافة لا تخلو من إرسال النكتة النظيفة في تضاعيف ما يتحدث عنه أو معارف حياتية مرت به أو هو مر بها.
إن الشيخ العزيز الوالد حمزة عود الذي غادرنا قبل يومين إلى رحاب الله في المدينة المنورة واحد من أولئك الرجال الذين عندما يتحدثون لا تريدهم أن يصمتوا لغزارة معرفته بالتاريخ الذي كان يقرأه ويفهمه بإخلاص لقدرته على استحواذه على سمعك وانتباهك لما يقول مما يفتح لديك مغاليقك ويجعلك تتنبه لما يقول ويحكي ويعظ.
لقد فقدت فيه إنساناً باذخ الروح والسماحة \”رحمه الله\”.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *