د. عبد العزيز بن ذياب الغامدي
في كل بيت عاطل أو عاطلةٍ أو أكثر من ذلك .. وفي كل بيت أزمة ناتجة عن العاطلين.. كم من مشاكل تعاني منها أسرهم ومنها عدم قدرة العوائل على الصرف عليهم وتأمين طلباتهم .. وكذلك مشاكل الانحرافات الناتجة عن خروجهم إلى المقاهي والشوارع لقضاء أوقاتهم في غير فائدة تفيدهم أو تفيد الوطن وتفيد عوائلهم التي اصبحت تعيش في قلق دائم لخوفها وحرصها على ابنائها والنتائج التي سوف تنتج من الفراغات والانحرافات التي كثرت ومنها السرقة .. والخوف من استعمال الحبوب والانحرافات السلوكية نتيجة للفراغ ولأصحاب السوء من بعض العاطلين.
وكم هي الحياة صعبة على المواطن .. لما يعانيه من هوامير سوا .. الذين أخذوا أمواله ولم يعيدوها له ..والأسهم التي تسببت في خسائر فادحة أثرت على معظم ابناء هذا الوطن ومشاكل القروض وزيادة الاسعار وقلة الدخل كلها تسببت في اصابة الكثير بالجلطات والسكر والضغط واصبح الكثير تحت خط الفقر.
مجلس الشورى المحترم عقد جلسة ناقش فيها مشكلة العاطلين .. واقترح أن يصرف لكل عاطل الف ريال شهريّاً وهذا جزء من الحل لكن من المؤسف أن بعض اعضاء المجلس ولو أنهم قلة قد اعترضوا على هذا الاقتراح ..ونحن لا نعلم ما سر هذا الاعتراض وما هو البديل المقترح لحل هذه المشكلة التي تؤرق كل الأسر السعودية.
ويجب أن يكون الهدف الأكبر هو توفير الحماية الاجتماعية لكل باحث عن عمل في فترة تعطله إيمانا منا بأن مثل هذا الدعم يشكل وسيلة ضرورية لتمكين المواطنين كافة من المساهمة الفعالة في مسيرةة التنمية الاقتصادية والاجتماعية.. والاهتمام بالشباب وصرف الاعانة تزيد الولاء للوطن والانتماء له، ويجب اجراء مسح لقوة العمل واجراء خطة وطنية لحل مشكلة البطالة من خلال برامج تدريب وتأهيل مهني ينسجم مع متطلبات سوق العمل ويؤدي الى حل جذري لمشكلة البطالة.. لأن كل الجرائم هي بسبب الفقر والبطالة.
ليعلم المعترضون أنهم بهذا يتسببون في زيادة مشاكل العاطلين وأسرهم وتزيد الجريمة في البلد لأن الفراغ يشجع على ذلك وقلة ما في اليد تدعم ذلك فهلا كنا جميعاً متكاتفين ومتعاطفين لحل هذه المشكلة.. أليس هؤلاء ابناءنا ويجب ان نستثمرهم ونحرص عليهم ونعلمهم وندربهم لأنهم هم من سوف يخدمون الوطن والمواطن في السنوات القادمة ولعل اعضاء مجلس الشورى المحترمين يسمحوا لي بأن أذكر بعض الاقتراحات التي يمكن ان تكون مساعدة في حل المشكلة.
1- إنشاء معاهد متخصصة للتدريب لمدة محددة يتدرب فيها العاطل عن العمل كل في مجال تخصصه حتى يتأهل للعمل في الشركات والمؤسسات المحتاجة.. وحتى يكون عنده مهارات تجعله متميزا في عمله في المؤسسة أو الشركة لأن القطاع الخاص يحتاج الى موظف متميز في عمله يعطي انتاجية مربحة على أن يصرف للمتدرب في هذه المعاهد راتب محدد وحبذا لو يزيد على الالف الريال حتى يشجع العاطل عن العمل الى الالتحاق بمعاهد التدريب.
2- حبذا لو انشأت الدولة وصناديق الاستثمار مصانع مختلفة يحتاجها الوطن مثل صناعة السيارات والادوات الكهربائية والمنزلية والمفروشات ..وذلك من أجل ان تستوعب عددا كبيرا من المتدربين فيها وبذلك نضمن الفائدة الكبيرة للوطن لأنه غير معقول أن نظل نعتمد على الغرب والشرق ونحن لدينا أغلى استثمار وهم شباب هذا البلد الذين لو قدرت لهم الفرصة للعمل لأبدعوا ولكانت النتيجة مشرفة ولأصبحنا بلدا يصنع ويصدر ونحن لدينا خامات طبيعية تساعدنا على ذلك.
اعضاء مجلس الشورى المحترمين اسمحوا لي أن أنقل لكم ما يردده ابناء الوطن لأن امانة الكلمة تحتم عليّ قول ذلك وهو أنكم لا تهتمون بمعاناته ولا تهتمون بقضاء حاجاته وأنكم لم تحققوا ما يريده خادم الحرمين من رغبته في القضاء على الفقر والبطالة، وأن مجالس دول الخليج قد سبقتكم في الاهتمام بمواطنيها وحبذا لو تمت الاستفادة من تشريعاتهم.
مستشار وكيل الوزارة للثروة المعدنية \”سابقاً\”
وكاتب صحفي
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *