كثُر الحديث عن الديموقراطية المفردة التي تتردد باستمرار في وسائل الإعلام المقروءة والمنظورة .. إما في إطار حوارات أو دراسات من قبل من يُسمّون بالخبراء والمنظّرين والمحسوبين على السياسة وما أكثرهم في هذه الايام وكأن الديموقراطية هي الحلم الذي – تتحقق به سعادة الإنسان وينال بها كل حقوقه – ولكننا ننسى او نتناسى ام نتجاهل ما يجري في دول الديمقراطيات من ظلم وانتهاكات للحقوق تحت ستار الديموقراطية وكم سمعنا من الكلام والوعود من المرشحين للانتخابات التي سرعان ما تتبخر بمجرد فوز هذا المرشح أو ذاك.

لماذا كل هذا الإصرار على لفظ الديمقراطية في كل نقاش يدور في الوطن العربي بين المعنيين أو من يُسمون بالنخب ( وان كنت لا احب هذه المفردة – النخب) سواءً في الصحف او المجالس أو الفضائيات وكأنه لا توجد لدينا مفردة مناسبة وهبها الله لنا ألا وهي الشورى ( وأمرهم شورى بينهم ) حيث وردت في محكم التنزيل منذ أكثر من ألف وأربعمائة عام سابقين كل الأنظمة الوضعية التي يتغنى بها الكثير ، وقد أرسى جلالة مؤسس المملكة العربية السعودية المغفور له الملك عبد العزيز طيب الله ثراه قواعد الشورى في بلدنا وأكمل المسيرة من بعده من وُلّي الأمر من ابنائه الملوك رحمهم الله وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان حفظه الله ..

ويأتي مجلس الشورى وتطويره في أولويات واهتمامات ولاة الأمر يحفظهم الله حيث تتوالى زياراتهم لمجلس الشورى مرة تلو الأخرى وتتم اللقاءات وتناقش شؤون الوطن والمواطن والمقيم في جو من الصراحة والحرفية ، فالأعضاء من ابناء الوطن يحملون من المؤهلات العالية وخلاصة من التجارب والخبرات الطويلة ما يؤهلهم للوصول الى رأي صائب بإذن الله وليس كأعضاء الكثير من البرلمانات في العالم الذين يتراشقون بأسوأ الكلام ويتعاركون بالكراسي حيث أنهم اتوا الى المجلس عن طريق ما يسمى بالانتخابات التي تضم الغث والسمين بكل ما تحمله الكلمة من معنى وكم شاهدنا العديد من المناظر المخزية في نقاشاتهم في تلك البرلمانات وهناك الكثير من الزيف وصرف الاموال للوصول الى عضوية البرلمان وبالتأكيد ليس هذا ما نريده.

وليكن مجلس الشورى مرآة تعكس احاسيس الناس فلا بد أن يكون لأعضائه احتكاك أكثر بالمواطن للتعرف على همومه وطموحه ورغباته وذلك من خلال القيام بزيارات للمواقع والإدارات المختلفة والتواصل مع مجالس المناطق والتحاور مع أعضائها وتبادل الأفكار للوقوف على ما يجري في الواقع وليس فقط من خلال تقارير تُرفع للمجلس من قبل الوزارات والإدارات المختلفة وبهذا لابد أن تتوفر ايضاً للعضو وسائل المعلومات اللازمة للحصول على ما يحتاجه من احصائيات دقيقة يمكن الاعتماد عليها ، وعضو المجلس لا يستطيع أن يعمل بمفرده أو من خلال لجان فقط فلا بد أن تكون حوله منظومة متكاملة لانجاز المهمة الملقاة على عاتقه لكي يخدم وطنه بما يُرضي الله عز وجل.

وبما أن المجلس يمارس عمله منذ سنوات ويشهد تطويراً مستمراً حيث يضم العديد من رجال العلم والفكر الذين لاشك لديهم المقدرة والخبرة أكثر من العديد من المستشارين الأجانب حيث يتميزون بمعرفة الوطن والمواطن وثقافته وأحواله مما يؤهلهم الى الوصول الى تصور يتواءم مع المطلوب في منظومة التطوير اللازم لتحقيق رؤية الوطن 2030 التي هي هاجس مولاي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وولي ولي العهد حفظهم الله.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *