الشهر المبارك ونحن
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]بروفسور الشريف حمدان بن راجح المهدي ٭[/COLOR][/ALIGN]
مخيف هذا التسارع الزمني فأمس استقبلنا المحرم وبعده ربيع الأول شهر مولد الهادي البشير صلوات الله وسلامه وبركاته عليه وعلى اهله وما في الا برهة من الزمن الا والفرد هل علينا من بعده القصير بتشديد الياء او بدونه ومن ثم اشعاعات شهر النصر والعز والتمكين لهذه الأمة شهر القرآن والرحمات وتصفيد الشياطين شهر حدثت فيه الانتصارات الكبرى لسيدنا النبي المجتبى صلوات ربي وسلامه وبركاته عليه وعلى آله .
احدثكم عن المبارك قبل نصف قرن خمسين عاماً بالوفاء والتمام ونحن في الصف السادس الابتدائي في النجاح النموذجية خارج باب الشامي يوم كانت الدراسة ستة ايام .
واليوم خمسة ايام وتبدأ منتصف النهار وكأن المؤسسة التعليمية تقول للطلاب والطالبات اسهروا ففي الوقت متسع نحن يا ابناء وطني يا اهل الحل والعقد ملزمون بحماية الأجيال من هذا القاتل \” السهر \” الذي دمر صحة الجيل وجعله يطير من نفخة في سن الطفولة يحملون عدداً من الأمراض حتى السكري زادت نسبته فيهم وامراض لم نكن نعرفها قبل خمسين عاما .
نحن يا اخواني يجب ان نستفيد من بركات هذا الشهر فنوطن ذواتنا على الخير وحبه والاخلاص وحسن الاداء في العمل والتفكير في احوالنا وكيف انها وصلت الى ما يشكو منه الجميع من انعدام الوفاء بين الناس والتدابر والتقاطع بين افراد العائلة الواحدة بل احيانا الاسرة الواحدة، والغضب لأتفه الأسباب وحجتنا في ذلك الصيام عجبي هذه العبادة التي اكرم الرب بها هذه الأمة واعز شهره اصبحت سبباً في هذه الممارسات الخاطئة عوضاً عن ان يكون الواحد منا طيب النفس مشروح الخاطر لأن فوائد الصيام لا تعد من كثرتها .
يا من يعملون في الميدان كرجال الأمن والحسبة وخلف المكاتب كالموظفين انتبهوا من نزغات اللعين في شهر دحره وتصفيده من ان تحيط الأعمال فيه بسبب الممارسات الخاطئة والانفعالات غير اللائقة والمعاملات الجائرة مع المراجعين وذوي الحاجة فشهر الصوم شهر تربية وخير واكرام ومضاعفة الحسنات ان الكل يشكو من كثير من الممارسات التي لا تليق بالمسلم في هذا الشهر المبارك فكيف بالمسلم الصائم؟
وطنوا انفسكم من بدايته على فعل الخيرات – اجعلوه مدرسة لتهذيب النفس وشحذ الهمم كي نعمل بجد ونشاط واخلاص وحب والله انه لشهر الحب لأنه شهر الرحمات والمغفرات والعتق من النيران منه وعطاء لهذه الأمة من رب رحيم ولنذكر دائماً ان ايامه كأيام المحرم وشهر المولد والفرد والقصير سرعان ما تمضي وكأنها سرعة البرق \” الضوء \” فلنعمل على جعلها اياماً جميلة مملوءة بالخيرات من خلال تعاملنا مع بعضنا كي ننال من ربنا الرحمن الرحيم ما اعده للصائمين الخلص من حسن جزاء ولا تنسب لشهر الانتصارات والعز الكسل والخمول وضيق الصدر والحماقة تقبل الله منا هذه العبادة النافعة وجعلنا من المغفور لهم فيه ووالدينا وأهلنا وجميع امتنا الماجدة آمين .
التصنيف: