الشركة الزراعية وأمننا الغذائي
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]إبراهيم مصطفى شلبي [/COLOR][/ALIGN]
جاءت موافقة مجلس الوزراء الموقر برئاسة خادم الحرمين الشريفين الاثنين ما قبل الماضي على إنشاء الشركة الزراعية شركة مساهمة سعودية جاءت لتضيف إلى منجزاتنا الزراعية لبنة جديدة تحقق وترسخ لبنية زراعية تحتية متينة يتحقق من خلالها أمننا الغذائي على طريق الاكتفاء الذاتي .وقد يتساءل سائل من أين نأتي بالماء اللازم المستخدم لهذه الأغراض فأجيب إن الحاجة أم الاختراع كما يقول المثل الشائع فإنني أضع بعض الأفكار المبتكرة لتوفير الماء اللازم مستفيدا من خصائص ديننا الحنيف الذي يحث على النظافة وأسمي هذا المشروع (المشروع الوطني للاستفادة من المياه النقية المهدرة) ففي بيت الله الحرام مكة المكرمة ومساجد مكة وجدة والطائف آلاف الأطنان من المياه تذهب هدراً أثناء عملية الوضوء وتختلط مع مياه الصرف الصحي فلو عملنا على فصل مياه الوضوء المهدرة ووضعناها في خزانات مستقلة إضافية وعملنا على تنقيتها وتعقيمها عن طريق محطات معالجة تخصص لهذا الغرض بالإضافة إلى المياه المتسربة من أجهزة التكييف بالحرم المكي الشريف والمساجد الأخرى في المدن المذكورة على أن يتم نقلها عن طريق شبكة أرضية إلى محطات التنقية أويتم نقلها تقليديا عن طريق وايتات شفط تخصص لهذا الغرض لحين الانتهاء من الشبكة ومحطات المعالجة وبعملية حسابية صغيرة يمكننا أن نوفر أكثر من 200 ألف متر مكعب نروي بها عطش أراضينا الصحراوية على طول امتداد الخط من جدة إلى الطائف وبما أن منطقة مكة المكرمة مقبلة على عملية تطور عمراني هائل يتمثل في إزالة العشوائيات وبناء ناطحات سحاب ومراكز تجارية ضخمة فيمكننا تأسيس الصرف الصحي على هذا الترتيب وحيث تكون المياه النقية الناتجة من استخدام بانيوهات الاستحمام والمغاسل المنزلية المستخدمة في الشطف والوضوء بالإضافة إلى مغاسل الأواني المنزلية في هذه الوحدات بمعزل عن الصرف الصحي الناتج عن الفضلات الآدمية إضافة إلى مياه أجهزة التكييف المستخدمة يكون لدينا وفر كبير من الماء الذي لا يحتاج إلى جهد ومال كثير فعملية التنقية والتطهير والتعقيم ليست مكلفة كما هو في الصرف الصحي التقليدي المستخدم حاليا وهذه العملية لو تم تنفيذها ستكون رائدة على مستوى العالم وستحذو كثير من الدول حذونا لتوفير المياه الناتجة من هذه العملية للزراعة وهي أفضل كثيرا من مياه الصرف الصحي المعالجة كما أنها أزكى رائحة وأقل تكلفة وأسهل استخراجا وأكثر فائدة للمزروعات وبهذه الفكرة ستعود بساتين الطائف كما كانت سابقا لتظل طائفا مأنوسا ببساتينه وورده العالمي الشهرة وسيكون طريق جدة مكة واحة وارفة الظلال وسيكون أمننا الغذائي الزراعي والحيواني بألف خير بعيدا عن المنتجات الملوثة بالأسمدة الكيماوية والمبيدات المخالفة لمقاييس منظمة الأغذية العالمية فيأمن المواطن والمقيم على غذائه وصحته فكرة أضعها أمام صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة وأمير الكلمة والفعل والمنجزات كما أضعها أمام ناظري معالي وزير الزراعة ومعالي وزير المياه كما أضعها أمام القطاع الخاص ليتعهدوها بالدراسة والتنفيذ وتوفير الدعم اللازم لهذا المشروع المبارك و ما هي إلا سنوات قليلة في عمر الزمن ونقطف ثمار هذا الجهد.
حقق الله الآمال في ظل قيادة راعي نهضتنا خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والنائب الثاني رئيس مجلس الوزراء حفظهم الله جميعا.
* وقفة: قال تعالى \”فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف\”.
التصنيف: