[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عبد الله فراج الشريف[/COLOR][/ALIGN]

حينما يجري الحديث عن فساد ومعصية تنتشر، وتحشد العواطف ضدها، ويستمر ذلك ليل نهار، وتوجه بها التهم إلى أفراد وجماعات،تفصل لهم أردية تلبسها لهم، ولو لم يلبسوها في حياتهم قط ،كما هي التصنيفات المنتشرة اليوم. فالليبراليون والعصرانيون ،ودعاة التغريب،وأولئك الذين تنطلق الأقلام والحناجر بالدعاء عليهم، لأن لهم رأياً مخالفاً، إنما تصنع موقفاً من اشخاص لاعلاقة لهم حقيقة بما يقوله من يحشدون العواطف ضدهم،هكذا كان ولايزال يحدث الأمر عبر التاريخ،وعادة تأتي النار من مستصغر الشرر، وأول فتنة ظهرت في تاريخ المسلمين، على عهد الخليفة الراشد الثالث سيدنا عثمان بن عفان رضى الله عنه، فقد انطلق دعاة الشر يحشدون العواطف ضده، بدعوى مظالم لولاته يزعمونها، ويلحون بذكرها على الناس، حتى اقتنع من العامة من آزرهم ، وقدموا المدينة بزعمهم ناصحين ، فإذا الأمر ينفلت من أيدي الأخيار وينطلق به الاشرار فتقع الكارثة سريعاً، ويفتح باب الفتنة ويستمر امداً ليس بالقصير، والالحاح اليوم على ان في مجتمعنا فساد ومعاصي،يروج البعض أنها منتشرة وانها تتعاظم،بقصد أن يحشد في النفوس غضباً يتنامى ضدها، وضد من يلبسه ثوب المسؤولية عن انتشارها،وما الحملة التي تشن على الاعلام المحلي صحافة واذاعة وتلفازاً بل وتتجاوز ذلك حتى تعرض بالعاملين فيه من أعلى الرتب الوظيفية إلى أدناها وتتهمهم بإشاعة الرذيلة والترويج للمعاصي إلا من هذا القبيل، الذي إن توالى أدى إلى فتنة لايعلم سوى الله مدى اضرارها، فالذين خرجوا على المجتمع وسلطتة من هذه الفئة من الخوارج التي سميت \”الضالة\” إنما دفعهم إلى ذلك شحن عاطفي متوالٍ حتى اقنع أفرادها – بأن المجتمع قد ضل وانحرف وحق جهاده، بالخروج بالسلاح عليه، وتولى كبر هذا الشحن فئة تلبس الباطل ما تظن أنه يجعله حقاً، وإذا نحن لم نلتفت لمثل هذا الحملات المعدة جيداً والموجهة ضد بعض المستثمرين في الاعلام وبعض المثقفين، بل وأقول بعض رموز المجتمع، وعلى وسائل الاعلام المحلية الرسمية والخاصة في وطننا، ويندرج تحت هذه الحملات ايضا مايوجه تهم لعلماء أجلاء بأنهم علماء سلطان لا يأبه لسواهم في نظر من يشحن العواطف ضدهم، فإن لم نلتفت إلى هذه الحملات ونواجهها بحزم حتى ندرأ خطرها عن مجتمعنا فأخطار الفتن قادمة لامحالة،فهل نحن فاعلون هو ما أرجو والله ولي التوفيق.
ص.ب 35485 جدة 21488

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *