خالد محمد الحسيني

– تُعطى الفرص لكثير من الناس ويفتح الحظ \”أبوابه\” لهم وعلى مدى سنوات يظلون في الصورة ويساهم \”الإعلام\” في ذلك بنشر صورهم وأخبارهم العملية والخاصة، ثم وحتى يستمر نظام \”الحياة\” يُبعدون أو يبتعدون أو يتم إعفاؤهم أو يغادرون لأي أمر كان.. للأسف أن أكثر هؤلاء لا تعجبه الصورة الجديدة ويريد أن يعود أو أن يبقى طوال حياته رغم معرفته أنه حقق أكثر مما يريد وضعف ما كان يحلم به أو يتمناه، ولذلك تجدهم يلاحقون العودة هذه بأية صورة كانت حتى لو تطلب الأمر أن يقفوا بما بقي لهم من نفوذ وجاه و\”مال\”!!أمام وصول الفرصة للغير لأنهم يعدون \”الكرسي\” من بقية أموالهم أو مما ورثوه عن الأب أو الجد الذين لو شاهدوا أبناءهم وما وصلوا إليه لاكتفوا بالقليل.. أتحدث مما أسمعه في المجالس وما يتحدث به الناس وما يصل بعضه للإعلام من \”مزاحمة\” البعض لأن \”يقتعد\” الكراسي ولا مانع لديه أن يكون عضواً في عشر شركات ويرأس مجالس إدارة نصفها وله سابق عضوية في مجالس حكومية.. و.. و.. !! إلا أن كل ذلك لا يقنعه ولا يجعله يؤمن بأن ما أعُطي له يجب أن يكون اليوم لغيره مثل ما كان له بالأمس ويجب أن يكون غد لغيره هو ومن جاء بعده.. أو أن نسمي بعض الوظائف سواء الحكومية أو الخاصة بأسماء.. محددة.. يقال في الحجاز \”الشبع ظرافة\” ومعناها أن الإنسان الذي قدر الله له حياة ميسرة ودخلاً يكفيه وأسرته يجب أن يحمد الله عليه.. وهناك من يفسر هذا القول بأن الشبع ويقصد به \”الشبع النفسي\” والرضى بما قدر الله يعد ظرافة.. بمعنى سعادة وهناء وراحة بال.. وهناك من يفسر ذلك بأن الغنى \”النفسي\” والعفاف ظرافة أيضاً.
أقول إن هذا الحماس والسعي وملاحقة ما بين أيدي الناس وعدم الرضا وعدم تأييد مبدأ إتاحة الفرصة للغير هو عين الحسد والتبرم والتشكي.. أتابع منذ فترة كثيراً من التصرفات لأشخاص أعرف بعضهم معرفة كبيرة وعلى علم بأسرهم وتاريخهم واستحقاقهم للكثير من الفرص والمراكز والكراسي ورغم عدم وصولها إليهم رغم جدارتهم إلا أنهم قانعون راضون، معتبرون ما قُدر لهم فيه كل الخير، وتجدهم لا يبحثون ولا \”يوسطون\” ولا يبدون أي تصرف يشير إلى أنهم الأحق وأن ما ذهب لغيرهم هم الأولى به.
ليت الناس يوقر في نفوسهم أن المراكز والعطايا والأموال والفرص ليست بالسعي وإن جاء بعضها بذلك.. ويعلمون أن إرادة الله هي ما يجب أن يرضى به العبد وقد بحث وشقي أناس للوصول إلى مراكز كانت فيها نهايتهم وتاريخهم وسمعتهم.. دعوا الأمور تسير بطبيعتها فالشبع ظرافة مهما كانت الحال.. فهمتم قصدي..؟ آمل ذلك.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *