[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]نبيه بن مراد العطرجي[/COLOR][/ALIGN]

النمو السكاني المتزايد تولد عنه احتياج السوق العملي إلى وظائف اسْتُحْدِثَتْ له بنظام عقود مؤقتة تُشْغَلْ من قبل خريجي الجامعات والمعاهد وغيرهم تمنحهم ضوءا من شمعة أمل في مهب الريح ريثما يأتي دورهم في تحقيق أحلامهم العملية من قبل ديوان الخدمة المدنية، والتي يمتد فيها الانتظار لسنوات عدة يفقد خلالها ذلك الموظف المؤقت امتيازات جمة منها على سبيل المثال عدم حصوله على الترقيات اللازمة، والعلاوة السنوية، والإجازات الرسمية براتب، وفقدانه الحصول على التأمينات الاجتماعية إذا تقدم به العمر مقابل سنوات الخدمة التي قضاها في العمل المؤقت عندما كان في عز الشباب، والأهم من ذلك ضياع العمر دون إيجاد مؤشرات ايجابية تجنى ثمارها في المستقبل، وبالتالي تجده غير مستقر نفسيا لفقدانه تلك الميزات التي يحصل عليها الموظف الدائم، وكذلك فقده القدْرَة على العطاء المنتج، بالإضافة إلى القلق الملازم للنفس مع قرب نهاية مدة العقد فربما لا يجدد له العقد لسنة عملية أخرى ليجد نفسه خارج أسوار الإدارة التي يعمل بها وكأنه لم يكن، متجاهلين أصحاب القرار الوضع الحقيقي لذلك الموظف المؤقت، وما عليه من التزامات مالية حياتية تجاه من يعول يقوم بالصرف عليها من الراتب الذي يتقاضاه نهاية كل شهر، وكيف أن مثل هذه الأعمال التعسفية ستولد عدم الاستقرار الأسري، ومتناسين أن في شريعتنا السمحاء مبدأ يدعو إلى التكافل الاجتماعي، والأغرب من ذلك أن تلك المنشآت العمل بها ليس مؤقتاً كونها أسِسَتْ ليكون العمل بها مستمرا مقابل ما يدر عليهم من دخل مادي جيد، وهم بحاجة فعلية إلى تلك الأيادي العاملة التي أنهوا التعاقد معها دون وجود مبررات إدارية تدعو لذلك، وبعد أن تكونت لديهم خبرات في مجال العمل الموكل بهم، متناسية الإدارة الموكل لها التعاقد مع الموظفين المجهودات التي بذلت من قبلهم للرقي بالعمل خلال فترة أدائهم المهام الوظيفية، وإن استبدالهم بموظفين آخرين جدد يتطلب تدريبهم الوقت الكثير لإتقان مهام أعمالهم على الوجه المطلوب، فعقود العمل المؤقتة لها من السلبيات على الموظف الكثير مقارنة بالإيجابيات التي تمنحها له.
فمتى تنهي الجهات المعنية دراساتها، وتصدر قراراتها لتثبيت العمالة المؤقتة، ومنحهم مميزات الموظفين الدائمين كونها مطلبا دينيا ـ من حيث المساواة ـ واجتماعيا واقتصاديا، إذ إن العمل المؤقت لا يعادل إطلاقاً العمل الدائم أو المثبت من أمور عدة يعلمها أهل الاختصاص، ولا يخفى على أصحاب المعالي أو من ينوب عنهم بأن تلك العمالة تمثل شريحة مهمة من أبناء الوطن على سواعدهم يتم البناء والتقدم.
فإلى متى سيبقى المؤقتون تائهين حتى يتم تثبيتهم ؟؟؟ نأمل أن نرى الإجابة على محياهم في القريب العاجل.
همسة : توجد الطيور حيث يُنْثَرُ الحب.
ومن أصدق من الله قيلاً: {الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ}.
ناسوخ / 0500500313

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *