الشباب .. من التبعية إلى الاستقلال

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عبدالرحمن ظافر الشهري[/COLOR][/ALIGN]

أساليب الآباء في التربية هي من تحدد مسارات التفكير عادة عند طفل اليوم المراهق والشاب غداً ، ومنها على سبيل المثال التعنيف .. الإجبار .. التهميش .. التدليل ، حيث تسهم بشكل كبير في تعويد الطفل على أن ما يفكر فيه وما يؤمن به لا يخرج عن دائرة (ما لا قيمة له) ، خاصة إذا صاحب ذلك عزله عن المشهد العام داخل الأسرة بحجة صغر سنه أو بدعوى الخوف عليه.
الفتى الذي اعتاد منذ طفولته على الاختيار والمشاركة في القرارات الأسرية داخل البيت وخارجه بالشكل الذي يتوافق مع منطقه ووعيه والذي بالطبع نما نتيجة لمداركه ،يصبح بلا شك وقد اختزنت تلك المدارك عل حصيلة جيدة من التجارب التي ستمنحه تقنية صنع القرار الجيد في المراحل اللاحقة من عمره ، الأمر الذي سيساعده في الوصول لقناعة الاختيار في وقتٍ مبكر جداً ، استناداً على كمية التشبع الفكري الناجمة عن معدل التجارب ومدى الاحتكاكات بالفشل والنجاح خلال الممارسات التشاركية المستمرة .
هذه النوعية من الشباب حينما تسأله إلى أين ستذهب ؟ أو في ماذا تخطط ؟ فلن يجد حرجاً في الإجابة بكل ثبات ومن دون تردد ، بينما الشاب الذي نشأ على أن يفكر عنه أحد أبويه ، و على عدم تحمل تبعات فشله وخطأه ، يكبر وحصيلته ضحلة من التجارب ما يضطره في أغلب الأحيان لتقمص أدوار غيره أو محاكاة أقرانه بغض النظر عن سلامة وعدم سلامة ما يقدم عليه ، الشيء الذي يفضي قطعاً إلى افتقاده لتقنية مهارة اتخاذ القرار أمام مفترقات الخيارات المصيرية في حياته ،وفي أفضل الأحوال إلى التردد في الوقت الذي يتحتم فيه الإقدام ، وعادة هذه النوعية من الشباب لن يجدوا بداً من الانجراف مع القطيع تحت مؤثرات التبعية وراء المؤثرين من زملائهم أو المقربين من أصدقائهم وأقرانهم .

@ad_alshihri

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *