الشارع العربي والتحديات الراهنة
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]محمد حامد الجحدلي [/COLOR][/ALIGN]
هكذا تبدو الأوضاع العربية هذه الأيام، وهي تزداد توترا في أكثر البلدان العربية الشقيقة، الأمر الذي فرض نمط الحياة اليومية بشكل مغاير لم تعتد عليه من قبل، وتناسينا أحلامنا التي ذهبت أدراج الرياح بعد أن تلاطمت بها الأمواج الهادرة بين ارتفاع وانخفاض، وفق التيارات السياسية التي شكلت ثقلا على الأرض، تلك الأوضاع التي أقل ما توصف به أنها أوضاع لا تتناسب ومع نبض الشارع العربي، الذي لا يبحث إلا عن العيش بكرامة وأن يتنفس الحرية بمعناها الحقيقي وليس الفوضوي الذي درجت عليه تلك الأصوات الشاذة، الباحثة عن \”الفانوس السحري\” وسط ضجيج الجماهير التي احتشدت واكتظت بها عدد من ميادين العواصم العربية وبقية المدن في تلك الدولة، تحت مسميات وهمية لا جدوى من ورائها ومما يمارس فيها من سلوكيات خرجت عن المألوف والذوق العام مع كل أسف، وتلك ثقافة دخيلة على مجتمعاتنا العربية الأصيلة كان من الواجب على شباب الأمة العربية وعقلائها أن يتجنبوا تبعاتها وما آلت إليه من إراقة الدماء وجرح كرامات الشرفاء لأجيال ناضلت من أجل أن تعيش حياتها ورقي مجتمعاتها.
ولعلنا استفدنا من دروس تاريخية مرت بأمتنا ذاقت فيها مرارة الحياة وشظف العيش وانعدام أبسط مقومات الحياة من مأكل ومشرب، وقبل ذلك كله انعدام الأمن الذي يعد أولى استراتيجيات العمل القيادي لكل قائد عربي، قاد شعبه ليحقق له هذا الهدف الأسمى ويسجل له التاريخ بكثير من الإنصاف والتقدير ذلك الانجاز وفي تاريخ أمتنا الكثير من هذه النماذج التي تفتخر بها شعوبها بعد أن استوطنت قلوبها وسكنت أفئدتها، وتغنت ألسنتها بقصائد الشعر فخرا واعتزازا بها وبمنجزاتها على مختلف الأصعدة، ويمكننا القول إننا في مرحلة تاريخية هي أخطر المراحل في تاريخ شعوبنا العربية، فالمرحلة الراهنة تتطلب رباطة الجأش والعودة إلى صوت المنطق والحكمة، ولو نظرنا لما حولنا لوجدنا الكثير من العقلاء وذوي الرأي والمشورة وليسوا من طُلاب الشهرة والزعامة، وإنما ينطلقون من ما تمليه عليهم مسؤولياتهم التاريخية لأمة تستحق أن يقودها لبر الأمان قيادات عربية تُدرك مسؤولياتها من منطلق الضمير والغيرة العربية وثوابت الدين والأخلاق الإسلامية والنخوة والشهامة، هذا صوت لصدى الشارع العربي أما الحقيقة فهي ما لا تخفى على الجميع.
التصنيف: