[ALIGN=LEFT][COLOR=blue] علي محمد الحسون [/COLOR][/ALIGN]

من الطرائف التي كانت تدور في بعض \”المجالس\” ابان زهوة \”المخططات\” أن هناك مقولة يقولها أحد كتاب العدل عند عرض أي مخطط عليه للتصديق على المخطط: \”هو السيل من فين يجيء\”، وعلى صاحب المخطط أن يعرف القصد من تلك المقولة التي تعني بأن \”الشيخ\” عينه على جزء من المخطط أو مربعات المخطط، فيقوم صاحب المخطط بالتأشير على عدة مربعات قائلاً \”السيل يأتي في هذه المنطقة\”، فيعرف أن هذه المربعات له، ويقوم بالتصديق على المخطط.
هذه الرواية أو الحكاية كانت سائدة في بعض المجالس، وكنت استبعد حدوثها لأنني أرى أن تسمية \”كاتب العدل\” له من صفة عمله نصيب وهو \”العدل\”، وظل هذا الاعتقاد راسخاً في داخلي إلى أن حدث ما حدث مؤخراً من خروقات في جدة، وفي الرياض، وأخيراً في المدينة المنورة حيث تقول أخبار الصحف ان حوالى 600 مليون ريال هو المبلغ المعلن الذي استحوذ عليه أحد كتاب العدل، وأن القضية اصبحت معروفة حيث تتداول في الجهات الرسمية.إن هذا السقوط المتوالي لهؤلاء لم يكن ليكون لولا ذلك التمادي الذي وصل إليه هؤلاء.
أذكر بالمناسبة أن الشيخ متولي الشعراوي قال مرة في رده على أحد السائلين الذي قال له هناك إنسان لا نعرف عنه إلا الصلاح في أعماله، وفي سيرته، لكنه وقع في مخالفة شنيعة كيف ذلك يا شيخ؟.. فكان رده رحمه الله: اسمع يا ابني ان الله لا يعاقب الانسان على أول خطأ، بل يتركه مرة واثنين وعشرين مرة، ومن ثم يكشفه، فثق أن صاحبك هذا لم تكن غلطته الأولى.نعم وهؤلاء لم يكن خطأهم الأول، بل هو نتيجة سلسلة من الأخطاء وقعوا في آخرها فانكشفوا.ويا أمان الخائفين.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *