السيد ياسين طه.. فارس الكلمة

• مصطفى محمد كتوعة

[COLOR=blue]مصطفى محمد كتوعة[/COLOR]
الرجال الذين يصنعون أمجادهم بأيديهم.. يظلون في الذاكرة طوال الوقت وفي القلوب طوال الزمان.. والشخصيات التي تبني صرحاً من القيم والمبادئ لتتعلم منها الأجيال جيلاً بعد جيل الدروس والعبر.. تظل هي القدوة والمثل سنين طويلة.
من بين أولئك الرجال الذين حفروا أسماءهم بأحرف من ذهب في سجلات الأمجاد الوطنية المرحوم السيد/ ياسين طه الكاتب والمفكر والأديب والفيلسوف أيضاً الذي عاش بوجدانه وأحاسيسه ومشاعره في قلوب الناس يذوب عشقاً في محبتهم وفي حب وطنه المملكة العربية السعودية بل وحب العالم الإسلامي كله.
وبعد رحيله عنا منذ ثلاث سنوات.. نعيش على ذكراه وذكرياته الطيبة نتلمس كلماته ونستشعر دفء تعبيراته عندما كان يكتب أو حين يتحدث فقد كان،رحمه الله، ذا شخصية تجذب مستمعيه وتدخل الطمأنينة والتفاؤل إلى قلوبهم ووجدانهم لأنه كان يقبل على الحياة بعقل متدبر وبقلب مليء بالإيمان يحرص على صدق الكلمة وعذوبة الحديث فلم يغضب منه أحد فكانت كلماته بلسماً يستمتع به قراؤه ومستمعوه.
كان شجاعاً في الادلاء برأيه أو التعبير عما في صدره بلا تكلف .. لا يخشى في الحق لومة لائم،ينطق به ولو كان على نفسه فعاش للناس ومات بينهم.
كان لي معه،رحمه الله،ذكريات كثيرة.. عرفته إنساناً بمعنى الكلمة.. آراؤه سديدة.. فكره مستنير.. قلبه كبير.. له كإنسان وكاتب ومفكر ومسؤول قيمة كبيرة.. تعلمنا منه الكثير والكثير من تصرفات عظيمة.. وسلوكيات حميدة فهو من رجال الصحافة الكبار وكان أيضاً من كبار موظفي الدولة . وكما سعد به أهل المدينة المنورة فقد سعد به كل أبناء المملكة نظراً لقيمته الكبيرة كأحد أبناء هذا الوطن الذين ساهموا بفكرهم وبعطائهم في إثراء المجتمع وتقدمه وإزدهاره.
وفي هذا المقام أود أن أحيي الكاتب الصحفي الكبير الأستاذ علي الحسون الذي كتب عن المرحوم ياسين طه ضمن \”فرسان الكلمة\” وأوفى للرجل حقه بما يستحقه من إشادة وتقدير وهذا الأمر ليس بغريب عليه ولا على جريدة \”البلاد\” التي دائماً ما تتذكر بالعرفان كل أبناء الوطن الذين يقدمون كل ما لديهم من جهد وعطاء لهذا الوطن الغالي.
وإذا كنا نتذكر مآثر المرحوم السيد ياسين طه فإننا نتذكر كتاباته التي كان لها تأثير كبير على القارئ.. وكان له دور مؤثر في اظهار الحقيقة والدفاع عن الحق.. .. وفي إنارة الطريق أمام القراء والمسؤولين.. كما كانت كلماته بمثابة دروس تعليمية للعاملين في مجال الصحافة من الأجيال المتعاقبة نظراً لما كانت تمثله كتاباته من قيمة صحفية وأدبية ونقدية كبيرة..
كان مجلسه،رحمه الله،يضم الصحفيين والكتاب والمفكرين والمثقفين وكانت بمثابة ندوات أو جلسات استنارة ومعرفة بلا حدود.. وظل متمسكاً بالبقاء في المكان الذي عاش فيه عمره وعرف فيه الناس وتواصل معهم فيه بكل الحب والاحترام والتقدير.. ولم يغادره إلى أي مكان آخر حتى رحيله لأنه كان يؤمن بأن الإنسان هو الذي يؤثر ويتأثر بالمكان وليس العكس.. ولذلك كان له أصدقاء كثيرين ومحبين ومتابعين لكتاباته وجلساته وأحاديثه فكان بحق فارساً من فرسان الكلمة والصحافة.
واليوم وأنا أتذكر المرحوم السيد/ ياسين طه،فهو واجب علينا ككتاب ومثقفين لأن الرجل أثر فينا كثيراً، وكان علامة مضيئة في فنون الصحافة والكتابة وصاحب عطاء كبير لوطنه,سنظل نذكره ونتذكره ما حيينا.
للتواصل 6930973

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *