مشعل قاسم القاسم

ما هي الصورة التي سيكون عليها عالم السيارات بعد عشرين سنة من الآن؟, قبل أن نعرف الإجابة هناك بعض التلميحات التي تنتشر اليوم في الكثير من الاجهزة الذكية على اختلاف أنواعها وأشكالها, خذ من أمثلة التلميحات التي أقصدها, دقة الكثير من الكاميرات المرورية في مختلف بلدان العالم في رصد المخالفات, قدرة بعض الأجهزة الكفية على استيعاب صوت الانسان وترجمته لأوامر يقوم بها الجهاز كالبحث وتنفيذ بعض الأوامر, وأكثر من هذا برنامج الخادم الصوتي (سيري) في جهاز iPoun 4S حيث يمتلك قدرة عجيبة على فهم كلامك والرد عليك بما يناسبه, وفيه من اللطافة والطرافة الشيء الكثير, وكذلك بعض التقنيات التي نضبطها لتنفيذ أمر معين في وقت ما نختاره, كل هذه الخدمات والتقنيات تعطينا انطباعا واضحا عن مستقبل الأجهزة بشكل عام, لكنني هنا أركز على السيارات لأهميتها, في اعتقادي أن كل هذه التقنيات والخدمات من الممكن أن تكون جزءاً في سيارة المستقبل, وتكون حينها السيارة الذكية, لا استبعد أبداً أن يتم بشكل فعلي تنفيذ القيادة الآلية أو القيادة بدون قائد, وباعتقادي أنها ستكون أكثر أماناً من السيارات ذات القائد, ليس من الصعب أن تتعرف السيارة على طريقها وتتبع جميع أنظمة المرور للوصول إلى الهدف أو المحطة التالية, وليس من الصعب أن تكون السيارة هي من يحْضِر أبناءك يومياً من المدرسة وبوقت ثابت, وليس من الصعب أن تنفذ السيارة أوامرك عن طريق الصوت أو الرسالة الإلكترونية, أو حتى تزويد نفسها بالطاقة, وأتوقع أن يكون عالم السيارات والمواصلات عالما ذكيا بكل المقاييس, تتناقص فيه الحوادث ويقل فيه الزحام, ويكون أكثر متعة.
ربما يكون الأمر الأكثر امتاعاً, أن تكون السيارة أكثر من أداة مواصلات, وتكون أداة ذكية في كل تفاصيلها, ستكون السيارة صديقا وحاسبا آليا وهاتفا جواال وتلفازا ومكتبا وسكرتيرا وأعمالا كثيرة أخرى, خرائط الـ\”جي بي إس\” وخرائط قوقل وغيرها مما سيطوره ويخترعه المهتمون, يجعل مهمة التنقل في غاية السهولة, وما نحتاجه ليتحقق هذا النجاح هو أن يتم تنفيذ هذا النوع من السيارات في مدينة نموذج, أي مدينة مصغرة أو حرم جامعي أو مكان مغلق, ثم تحصى نتائج التجربة بدراسات دقيقة, ثم تدعم بحملة إعلامية ضخمة – في حال نجاح التجربة وتعديل ما يحتاج إلى تعديل – على مستوى العالم وبمختلف اللغات, لأنه لابد أن تنتشر فكرة هذا النوع من السيارات حتى تكون شيئا من ثقافة الناس ويكون الأمر مألوفاً, ثم تعرض على الجهات الحكومية المختصة في مختلف الدول, ليرخص في بعض المناطق ويتدرج الامر حتى تكون السيارة هي االبديل لسيارات اليوم, ومن المهم أن تكون تلك السيارات تعمل على الكهرباء لا النفط, وعملها الذاتي سيجعلها تدير طاقتها بشكل متوازن, وقد أعددت ملفاً كاملاً بتفاصيل تلك السيارة للمهتمين, وأؤكد أن الفكرة ليست صعبة بقدر ما تحتاج إلى أفكار جديدة ممكنة التطبيق, ولعل الزملاء في ورشة غزال1 يتميزون بشيء خاص لتمتلك السيارة السعودية علامة فارقة حقيقية.
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *