يأتي مهرجان جدة للسياحة والتسوق ، متزامنا مع إجازة الربيع ، التي تبدأ اعتبارا من يوم غدٍ بمشيئة الله ، كما يأتي متزامنا مع عدد من الفعاليات الأخرى ، لعدد من مناطق ومحافظات المملكة ، تلبية للعديد من الرغبات المُلِحَّة ، للعديد من الأسر السعودية ، التي تؤكد دائما في هذه المناسبات ، على الاستمتاع بقضائها داخل المملكة ، حيث الأجواء الآمنة ، والخدمات التي تطمع هذه الأسر ، أن تكون أكثر تميزا ، مما سبق في مهرجانات مماثلة .

هذا إذا أخذنا في الاعتبار ، أن مستوى وعي الأسرة السعودية ، بات مختلفا عما مضى كمًّا وكيفًا ، كون هذه الأسر اعتادت أن تقضي إجازاتها ، في مدن عربية وفق إمكانياتها المادية ، ومنها من يرتفع سقف طموحاتها لقضاء هذه الإجازات ، في مدن أوروبية أو شرق آسيوية ، بحسب التكيف مع الأجواء المناخية السائدة في دول العالم ، وهناك من يخطط بوقت كاف ، للظفر بإجازة تتوفر فيها كافة سبل الراحة والمتعة بمقاييس حضارية .

في الوقت الذي أدرك رجال الأعمال ، في قطاع السياحة وغيرها من القطاعات الأخرى ، أن التنافس بين المنتج المحلي والمنتج الخارجي ، بات يشكل فارقا كبيرا في درجة الجودة ، لاستمرارية المنافسة وبما يضمن أهمية الترويج لسياحة وطنية آمنة ، فالقطاع السياحي السعودي ، لا ينقصه المُكوِّن المادي ، أو الدعم الحكومي ، وتسهيل الإجراءات النظامية ، إنما ينقصه تسويق منتجه ، بثقافة وأساليب دعائية ، عالية الجودة، تحقق له مكاسب مادية ومعنوية .

وهذا الجانب برغم أهميته ، إلاَّ إنه الحلقة المفقودة ، ليس تقصيرا من الجهات الرسمية المخولة في قطاع السياحة كأهم الاستثمارات الناجحة ، أنما هناك جهات أخرى من المفترض ، أن تكون في مستوى طموحات ، الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ، ولست بصدد تحديد هذه الجهات التي تقف أمامها طوابير الآمال ، حينها نستطيع أن نحقق رؤيتنا في مستقبل السياحة الوطنية ، ونقف بثبات أمام المنافسة الخارجية ، مهما كان بريقها الزائف ومحفزاتها الوقتية .

ولا نريد أن نحقق مكاسب مادية سريعة ، بدون أسس علمية ، لا تقوم السياحة إلاَّ على أهم ركائزها ، وهو انخراط شبابنا السعودي ، كأهم هذه المكونات من الألف إلى الياء؛ ثقافة وتدريبا وكفاءة ومحاكاة ، وهو ما نجحت بعض الفنادق السعودية ، باستقطاب عدد لا بأس به ، وإن كُنا نطمع في زيادة أعداد من هُم على رأس العمل ، بلغة راقية وأساليب في التعامل ، تُنبئ بأن هذه الكوادر السعودية ، ممن تربُّوا على قيم وأصالة أبناء بلاد الحرمين الشريفين .

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *