السياحة الداخلية .. إلى أين؟

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]خالد سعيد باحكم[/COLOR][/ALIGN]

تتناقل وسائل الإعلام المختلفة تقارير عن ملايين الريالات التي انفقها السياح السعوديون في الخارج أثناء قضاء اجازتهم في مختلف الدول العربية والأجنبية وهذه المبالغ الطائلة يمكن ان نستقطبها ونوجهها لتنفق داخل البلاد وذلك من خلال الاتجاه الى تنمية وتطوير السياحة الداخلية حتى تشكل بديلا مقبولا للسياحة الخارجية وتوفر هذه الملايين التي تقوي اقتصاد الدول الخارجية والتي من باب أولى ان تصب في دعم الاقتصاد السعودي ولكن هذه الملايين لا يمكن استقطابها بالتمنيات والأماني العذبة ولكنها تحتاج الى دراسة متأنية وعلمية لحال السياحة السعودية ومعرفة أوضاعها من جميع الجوانب وما الذي ينقصها لتدخل منافساً قوياً في سوق السياحة العالمي ويجب العمل على تطويرها والارتقاء بها من خلال ابتكار أساليب جديدة وفعالة في جذب السائحين للمناطق والمدن السياحية داخل المملكة وهنالك عدد من العوامل إذا تم الأخذ بها ووضعت موضع التنفيذ فإنها ستسهم في دفع السياحة الداخلية والارتقاء بها لأننا نملك المقومات والأسس الأولية مثل المناطق الطبيعية والخلابة والشواطئ الفسيحة والمطارات الدولية الطرق البرية والفنادق وغيرها من الأساسيات التي يحتاجها أي بلد يريد أن يحقق لنفسه نهضة وتطوراً في سياحته الداخلية ولكن ما ينقصنا هو القليل من التنظيم والتخطيط والذي يمكن تحقيقه عبر عدة عوامل أهمها الإعلان والترويج لهذه المناطق وذلك من خلال بث الأشرطة الدعائية التي تحمل المناظر السياحية السعودية على قنوات التلفاز وإصدار النشرات والمجلات السياحية المتخصصة التي تعنى بالسياحة الداخلية وهمومها وتعمل على الترويج لها وأيضاً الاستفادة من شبابنا الذي تخرج من كليات السياحة في أن يلعبوا دورا متميزا للترويج للسياحة الداخلية بما يملكونه من معلومات سياحية ثرية عن بلادنا الغالية ولكن يبقى الأمر الفاصل في تطوير السياحة الداخلية وهو تجاوب وإقبال المواطن السعودي الذي يمثل رأس الرمح في نجاح الحركة السياحية وذلك من خلال التجاوب والإقبال على دعم السياحة الداخلية بقضاء إجازاتهم وعطلاتهم في مدن ومناطق المملكة وليذهب ما ينفقونه من أموال في هذه العطلات والإجازات لدعم المشاريع السياحية المختلفة وتطويرها وتوفير افضل الامكانات لها وفي النهاية نقول إن تطوير السياحة الداخلية بالمملكة ليس بالأمر الصعب أو المستحيل ولكنه لن يتم إلا إذا توفر له عاملان في غاية الأهمية وهما دعم وتخطيط من رجال الأعمال لإقامة المشاريع السياحية والترفيهية في معظم مناطق الجذب السياحي حتى تكون وسيلة لجذب المواطن والزائر لها والأمر الآخر هو تجاوب ومساندة وإقبال المواطن على هذه المناطق السياحية وأعتقد أنه بدون هذين العاملين الأساسيين فلن يمكن ايجاد سياحة داخلية بالمعنى التي نتطلبه وأرجو من كل مواطن ان يعي ان السياحة الداخلية أفضل وثبت بالدليل القاطع أن نعمة الأمن والاستقرار الذي تعيشه بلادنا الغالية إحدى الوسائل التي جذبت الكثير من الزوار من الخارج من خارج المملكة لقضاء اجازاتهم في مصائف المملكة، فهل يبادر المواطن في تشجيع ودعم السياحة الداخلية. أخيرا نتطلع من هيئة السياحة أن تلعب دورا متميزا في بث رسائل عبر وسائل الإعلام المحلية والعربية المختلفة للتعريف بالسياحة الداخلية في مناطق بلادنا الغالية وان تستغل الأحداث الجارية في الدول العربية والإسلامية باستقطاب السائح السعودي والمقيم.
خاتمة
ليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي، ولكن هو ما وقر بالقلب وصدقه العمل.
المدينة المنورة ـ ص. ب 2263

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *