السودان والمشاكسات السياسية

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]خالد الوحيمد[/COLOR][/ALIGN]

صرح رئيس دولة جنوب السودان سلفا كير بوقتٍ قريب مهدداً جمهورية السودان بحربٍ حدودية، إذا لم يسلم نفسه الرئيس عمر حسن البشير للسلطات الدولية وذلك بتهمة الإبادات الجماعية في حرب دارفور .حيث يُذكر أن محكمة الجنايات الدولية في لاهاي أصدرت مذكرتي اعتقال بحق البشير ، الأولى بتاريخ مارس عام 2009م تتعلق بخمس تهم متفرعة بجرائم في حق الإنسانية ، وأخرى بارتكاب جرائم حرب. بينما الثانية كانت في يوليو عام 2010م بثلاثة تهم تتعلق بإبادات جماعية.
سلفا كير المتهور والمشاكس الذي لم يدم عام بتسلمه السلطة في بلاده وكأول رئيس لدولة السودان الانفصالية ، الذي لا يعي خطورة الحرب ، وما يملكه السودان الشمالي من تجارب وخبرة عسكرية ، حيث كان الجنوب مصرعا ومقبرة لحرب أهلية طاحنة استمرت لسنوات طوال . لم يتسن لهذا الجنوب الوقوف بشكل جيد حتى الآن، فالمشوار طويل جداً . حيث الاقتصاد هش بشكل عام ، ناهيك عن ضعف إنتاج البترول والمقومات الصناعية الأساسية ، وحتى وسائل الزراعة بدائية.وإذا كان الأمر مع الولايات المتحدة ودعمها ، فالسياسات دائماً تتغير وتتجمد المصالح ، إذا تعارضت مع مصالح أخرى. فالسودان منذ استقلاله من الانجليز ومصر بشكل خاص لم يستقر سياسياً ولا اقتصادياً ، فما بالك بدولة ناشئة عانت ما عانت. إذاً يستحيل على دولة عظمى خوض تجربة سياسية خطيرة سوى الصفقات المشبوهة من أفرادها وعقد اتفاقات وسمسرة في بيع الأسلحة الرخيصة ، ومؤكد أن ضحية المنعطفات الخطيرة هي الشعوب الصامتة.
فعلى شعب جنوب السودان أن يعلن العصيان المدني إذا لم يتحرك جيش الجنوب الضعيف في ردع سياسة سلفا كير الغبية والمتهورة الذي يعشق الظهور الإعلامي والبهرجة الزائدة . حيث بانت حقيقة سعيه للانفصال هو خوض معركة جبارة وحرب طويلة المدى يشهد لها التاريخ بنضاله وبطولاته.كثير من الشعوب تكون صماء لا خيار لها ولا رأي أمام قرارات زعمائها المتهورة.فقد تبين قبل الانفصال غالبية شعب الجنوب لا يرغب بالانفصال ، بل يرغب بحكومة فدرالية ، وهذا الرأي طمس وزوِّر من قبل سلفا كير وزمرته ، فأضحى أمام العالم أن شعبه يرغب بالاستقلال.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *