[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]علي محمد الحسون[/COLOR][/ALIGN]

عالم الأسطورة التي يمثلها دراكولا في الأدب الغربي تشكل الكثير من الواقعية في العالم المحسوس هناك على شكل أكثر دموية وإن كان في الحقيقة أكثر بشاعة من الخيال الذي عليه تلك الشخصية الخيالية، فحياة الغرب أصبحت الآن مليئة بكل ما هو بشع حتى غدا “دراكولا” أكثر رحمة مما يجري في المجتمعات الغربية وتأتي إسرائيل في قمة ذلك بشاعة ودموية فما تحمله الأحداث من فواجع إنسانية كل يوم يفوق تلك الشخصية الدموية الأسطورية التي تُقهر أمام الصليب وهو مغزى يبحث من خلفه مدى قوة العقيدة.. التي في إمكانها قهر ذلك المتسلط الباحث عن الدماء .. الشغوف بامتصاصها ولعل أقرب مثال في الذاكرة هو ذلك السفاح الذي يبحث عن الفتيات وقتلهن وتناقلت وكالات الأنباء جرائمه ذات يوم. فإذا كان “دراكولا” شخصية أسطورية القصد منها إبراز مدى قوة الصليب على قهر الشر في نفسية الإنسان.. فإن ذلك السفاح الذي يقتل الفتيات لم يكن أقل بشاعة منه.
ومن خلال ذلك يظهر لنا جليا أن فراغ الروح في العالم الغربي وبعده عن كل ما هو روحي يجعله منساقا إلى ارتكاب الكثير من الجرائم في حق نفسه أولاً. وفي حق مجتمعه والآخرين ثانيا.فافتقار النفس روحياً وانغماسها في المادية يجعلها أقرب إلى السقوط في كل أنواع الشر والدموية.
ومن هنا يتضح لنا أننا كمسلمين نهتم بالروح ونعطيها الأولوية في تعاملنا وتحركنا يجعلنا أكثر اطمئنانا في حياتنا وأكثر هدوءا في معاشنا.. لهذا فنحن نرفض أن يكون لنا بديل عن هذا السلوك وتلك اليقينية التي تعطينا قيمة في ذاتنا وصدقا في وجودنا ويظل “دراكولا” الشخصية الحقيقية في المجتمعات الأخرى طالما لم تهتدِ إلى الطريق الصواب.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *