[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]خالد تاج سلامة[/COLOR][/ALIGN]

بداية ليعذرني القارئ العزيز بأنني سأبدأ هذه الحلقة من مسلسلة هذه المقالات بالنظر إلى نصف الكوب الفارغ! أي إلى الأثار السلبية للعمالة الأجنبية والتي تمثلت في وجود عطالة ماثل للعيان طالت جميع فئات وقطاعات المجتمع.
ففي جميع اوجه النشاط الاقتصادي لا يشكل العامل الوطني إلا رقماً يدعو إلى الفجيعة والألم.. أين يكمن الخلل؟
مؤسساتنا التعليمية وعلى رأسها الجامعات والمعاهد العليا تعد الآن من المؤسسات المرموقة والتي توفرت لها كل مقومات النجاح وبفضل الله ثم جهود الدولة أضحت تخرج الآلاف سنوياً في جميع التخصصات.
ولا أعتقد أن هناك دولة قد نافست المملكة العربية السعودية فيما وفرته لمواطنيها من ظروف مواتية للعمل والإنتاج في جميع القطاعات الاقتصادية.
وهنا يثور السؤال أي يكمن الخلل مرة أخرى؟
أشارت بعض الدراسات أن هناك خللاً في نظامنا التعليمي يتمثل في التوسع في الكليات النظرية والأدبية التي تخرج آلاف الطلاب الذين لا يحتاج لهم سوق العمل أو أن سوق العمل قد اكتفى بما لديه منهم، إضافة إلى عدم التوسع الأفقي في التعليم الفني الذي يحتاج إليه السوق، فما زالت البلاد في حاجة إلى الفنيين في جميع المجالات الحيوية والتي تديرها العمالة الأجنبية، وأعتقد أنه قد آن الأوان لإعادة النظر في نظامنا التعليمي ليرتكز الاجتماع الاهتمام بالجانب الفني التقني المتمثل في المعاهد الفنية المتخصصة التي تخرج من يمثلون روح وعصب الأعمال من عمالة وسطية فنية تدير دولاب العمل سواء لدينا لأسباب اجتماعية قد لا تتوافق مع بعض الأعمال اليدوية أو بعض المهن إلا أن ذلك يمكن أن يتوارى ويختفي بمزيد من الوعي والتثقيف الذي يجب أن تضطلع به المؤسسات الإعلامية.
فالمؤسسات الإعلامية والثقافية أمامها دور هام وفعال لنشر ثقافة حب العمل وتنمية الإحساس الوطني لدى المواطن ليصبح العمل لديه عبادة، وديننا الإسلامي الحنيف دين يحض على العمل، وأحاديث رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام تعتبر مصابيح هداية في هذا الجانب الذي لم يأخذ القدر الكافي من الاهتمام بفضل ما ذكرنا آنفاً بأن الثروة التي جذبت لنا سواعد وعقول الآخرين كانت سبباً مباشراً في تراخي سواعد شبابنا وتهويم وغربة عقولهم.
ولعمري فإن للعمل ثقافة وأدبيات وسلوكيات وضوابط لم نحاول أن نأصلها ونجعلها قواعد للعمل، فالعمل لدى الكثيرين من شبابنا هو قضاء ما تيسر من الوقت بمقر العمل ثم الحصول في النهاية الشهر على الراتب بغض النظر عن ما انتجه طوال ذلك الشهر، والأدهى والأمر فإنك تشاهد في بعض المكاتب لوحة تحمل التوجيه النبوي الشريف \”من أخذ الأجر حاسبه الله بالعمل…\” وكثير ما تنعدم القدوة في مسرح العمل وينتفي الاحترام الواجب بين الرئيس والمرؤوس، فقد يكون لنظام العمل ولوائحه التي لا تمنح الرئيس حق اقالة المرؤوس ما يجعل المرؤوس لا يأبه بالرئيس وقديماً قيل \”من آمن العقوبة اساء الأدب\” فاحترام قوانين العمل وتطبيقها التطبيق العادل يجب أن تسود بين الجميع.. فبقدر ما تكون بيئة العمل منضبطة يكون إنتاجها وفيراً ومتميزاً.
ولنا عودة إن شاء الله.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *