[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]سلطان علي الشهري[/COLOR][/ALIGN]

العنوان هو اسم أحد كتب معالي نائب وزير العمل السابق الدكتور عبدالواحد الحميد، صدر في عام 1426هـ، في تقديري في بداية المرحلة الحرجة لمشكلة تفشي البطالة وكان الكاتب في وقتها وكيلاً لوزارة العمل وبالتالي كان مستشعراً للمشكلة وقد ذبلت يداه في خطط السعودة وغاصت قدماه حتى أخمصها في عوائق الإحلال وممانعة رجال الأعمال، فأثمر ذلك عن كتاب صور فيه بكل بساطة وموضوعية مشكلة البطالة والعمالة الوافدة وما قوبلت به من خطط واستراتيجيات .. فهل زادت البطالة وازدادت معها العمالة الوافدة والسائبة أم أن الحراك أدى لتضييق الخناق على الممانعين؟.
لن أعرض ما جاء في الكتاب ولا أريد أن أكون مسوقاً له ولكني أنصح بقراءته لما فيه من نظرة عميقة ومختلفة لموضوع البطالة والسعودة .. وسوف أعرج على جزئية من تقديم غازي القصيبي لهذا الكتاب قال فيها \”الموضوع يتعلق بمفارقة عجيبة : وجود الملايين من العمال الوافدين في الوقت الذي لايجد فيه أكثر من ثلاثمائة ألف مواطن فرصاً للعمل ….. ومع ذلك لازالت السعودة حلماً بعيد المنال، أو يبدو كذلك\” وهنا لي وقفتان أولاهما ذِكر الوزير الراحل أن البطالة كانت أكثر من 300 ألف، أي قبل حوالي سبع سنوات ونجدها الآن أكثر من مليون وذلك يعني أما أن الإحصائيات القديمة غير دقيقة أو أن الرقم صحيح والزيادة المخيفة بسبب أن البطالة لم تقابل بخطط عملية وسعودة حقيقية، والوقفة الثانية حين قال إن \”السعودة حلم بعيد المنال أو يبدو كذلك\” وهذا يدل أنه كان مقتنعاً بأن المشكلة بدأت منذ عهد قديم ولكنها لم تعطَ حقها من الاهتمام لأنها كانت ظاهرة في شكلها مستترة في مضارها المستقبلية وبالتالي لا يوجد حل قصير المدى، وحتى لايلام في قوله \”بعيد المنال\” وهو الوزير أردفها بكلمة \”أو يبدو كذلك\”.
الحديث عن البطالة والحلول ليس حدثاً عاجلاً يناقش بطريقة النقد والتوصيات ولم يعد موضوع مقترح يطرح في جدول أعمال مجلس الشورى ليخرج بتوصيات أو يؤجل لجلسات قادمة أو يسقط كغيره، ولكن البطالة معضلة قديمة تتصدر حالياً قائمة المؤرقات التي يرضخ لها مجتمعنا، وقد حُملّت وزارة العمل كامل المشكلة ويطالب منها مجابهة العاطلين وأولياء أمورهم ورجال الأعمال والمجتمع والدولة على أنها هي المسؤولة الأولى والأخيرة عن المشكلة، وفي نفس الوقت مطالبة لوحدها بإيجاد حلول جذرية وسريعة دون تدخل من أطراف ضالعة أما في أسباب المشكلة أو في إيجاد حلول ومنها وزارة الخدمة المدنية ووزارة التخطيط ووزارة المالية ووزارة التجارة ورجال الأعمال.
قضية البطالة مُيعت من جميع المشاركين حتى تفاقمت المشكلة وأصبحت خطراً يهدد الفرد والعائلة والمجتمع واستقرار الدولة والقصص كثيرة لمن أراد أن يتعظ، وقبل مايقارب سنة ونصف أعطت الحكومة دعماً للوزارة قابلت به ممانعة رجال الأعمال ببعض الحزم وهو (نطاقات) فنتج عنه حركة توظيف قوية وبأرقام غير مسبوقة خففت من الاحتقان، ونحن الآن نتحرى نتائج هذا التوظيف ليصنف تحت خانة الإنجاز أو ينطوي تحت بند السعودة الوهمية والمقنعة كما حدث في السابق.
نكزة : المتأمل من بعيد وليس له دراية بما يحدث في الاجتماعات (الفاخرة) والندوات والمؤتمرات والمنتديات (الكبيرة) يسأل نفسه – لأنه لا يستطيع سؤال المسؤولين – هل هذه الاجتماعات ينتج عنها حلول؟ وأين دور الخدمة المدنية التي مازالت توظف بأرقام فلكية سوف تقضي بها على البطالة ففي آخر إعلان لها تمكنت من ترشيح 60 مواطناً وخلال شهر ذي العقدة رشحت ما يزيد عن 3000 موطن، وهكذا سوف نقضي على بطالة الملايين!!.
والله أعلم

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *