•• عشرات المليارات من الدولارات قيمة ما يصرفه العرب كل عام مقابل استيرادهم لبعض المواد الغذائية مثل زيت الطعام والسكر.. الحبوب.. ويقال ان هذا المبلغ كان قبل سنوات قليلة عشرين مليار دولار.. وهو الأمر الذي يعطي انطباعاً بان مبلغ عشرات المليارات هذه يمكن تقليصها ايضا.
تذكرت هذه “المعلومة” التي ذكرها احد المختصين العرب وانا تسوقني قدماي الى تلك المواقع في قباء وقربان والعوالي بالمدينة المنورة اماكن تلك البساتين التي كانت تزود اسواق المدينة المنورة بمحصولاتها الزراعية.. من القمح.. فكان اكتفاء ذاتي في كل ما نأكل وكل ما نلبس او نستخدم فهناك “السمكري” الذي يصنع ادوات الشاي مثل “السماور” و”المغاريف” التوت او “النحاس” الذي يصنع كل ما يتعلق بالطهي وهناك صانعو “الاحذية” بكل اشكالها والوانها والذين يستخدمون “الجلد” المتوفر داخلياً. والذي يهيئوه اصحاب “المدابغ” للاسكافيين الذين كانوا يبحثون عن جلود.. الضان.. والجمال.. او البناء الذي كانت كل وسائله من البيئة ابتداء من التراب الى الحجر الاسود الذي يتفنن فيه “القراري” ليخرج منه تحفة بذلك النحت الجميل الذي يجريه عليه او ذلك الطوب المحروق في افران خاصة.. او تلك النورة التي تدهن بها المنازل والمحلات التجارية.. او الحلاقين الذين كانوا من ابناء الوطن حتى الذين ينظفون الشوارع والاحياء هم من ابناء الوطن قبل ان نعرف هؤلاء المستقدمين لا بل اذهب بعيداً واقول ان من يقوم بتنظيف مصارف المجاري هم من ابناء الوطن وبلا غضاضة منهم او احتقار لهم من الآخرين.. وغير ذلك من المهن.. لقد كنا في شبه اكتفاء ذاتي.. فماذا حصل.. وماذا تغير فينا.. ماذا؟؟
إنه السؤال الصعب والمحير.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *