[ALIGN=LEFT][COLOR=royalblue]د. تهاني سعيد الحضرمي[/COLOR][/ALIGN]

قال تعالى (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ).. إن الله خلق المرأة من ضلع الرجل وجعل بينهما بالمصاهرة مودة يتوادون بها، ويتواصلون من أجلها، ورحمة رحمهم بها، فعطف بعضهم بذلك على بعض وفي ذلك عبرة وعظة لكل من يحمل العقل ويتفكر به.. لكن وللأسف يبدو أن الحديث عن المرأة والرجل أصبح أشبه بالدراما التي تأخذنا إلى أماكن في القلب لا يمكن ملؤها سوى بأصحابها وكأننا في مسلسل (مطلوب رجال) الذي تدور أحداثه حول رغبة إحدى الفتيات الحصول على زوج لكي تصبح أماً فتطلب ممن تحبه أن يتزوجها لتنجب طفلا ومن ثم يطلقها!! تذكرت أحداث المسلسل وأنا أقرأ خبراً بالشرق الأوسط أبريل الماضي 2012.. جاء فيه «أن دوائر قضائية استقبلت طلبات مبتعثين سعوديين طالبوا فيها بلم الشمل مع زوجاتهم المبتعثات اللائي تنكرن لهم «زوجيا» بعد وصولهم للخارج، بحجة أن الأمر الذي جمعهم هو شرط إلزامية وجود «المحرم» ليس إلا «وتأملت حديث المحامية التي أشارت إلى «أنه كان بالإمكان الوصول إلى حلول أخرى يرتضيها المجتمع المحافظ، دونما الزج بمبتعثات عنوة نحو زواج غير مكتمل الأركان من الناحية الأسرية الصادقة» وفي موضع آخر قالت «بأن المشكلة تكمن في أن بعض المبتعثات يجدن أنفسهن أمام خيارات صعبة ومرة، فإما أنها ترفض فكرة الابتعاث وحلم إكمال الدراسات العليا، بحجة عدم وجود «محرم»، وإما أنها ستضطر إلى القبول بشريك «وقتي» أو «آني»، أو رسمي من دون قناعة كاملة». وتوقفت عند حديث إحدى المبتعثات التي أكدت بأن شرط المحرم للمبتعثة دفعها نحو الزوج المستعار!!
ترى إلى متى تظل المرأة في حاجة إلى الخصام مع الذات من أجل أن تسير أمورها كما يجب؟.. إلى متى تظل تحلم وآمالها معلقة برجل من أجل أن تتحقق؟. إلى متى تظل مُسيرة دون قناعة بما هو أكثر منطقية؟.. إلى متى لا يمكنها النظر إلى المستقبل إلا بوجود رجل يساندها في حمل أعباء الحياة حتى وإن كان ذلك بالإهانة والظلم وسلب الحقوق؟.
أذكر منذ زمن كانت هناك امرأة عجوز – توفيت رحمها الله – كنا وصديقاتي عندما نسألها أحوالها مع زوجها الذي هو بالنسبة لنا كما نقرأ في تصرفاته أناني.. متسلط.. شرس.. بخيل صوته مرتفع دائماً وصراخه يُفزع الحجر.. ومع ذلك كانت تجيبنا أنا بخير!! نتعجب من إجابتها كيف تكونين بخير وأنت تعيشين مع هذا الوحش الشرير ذي الطباع الحادة والملامح القاسية؟.. فتقول: هو أب أولادي طاعته واجبة ورضاه يُرضي نفسي أنام على وسادتي وأنا في غاية السعادة فالأيام القادمة هي الأجمل!!
على النقيض من ذلك تأخذنا المفاجأة نحو أولئك الزوجات اللاتي يحولن قدسية العلاقة إلى حلبة مصارعة حرة البقاء فيها للأقوى وكأن الزوج المستعار دمية خفية يجب أن تظهر وقت اللزوم فقط!!
قطر:
الأوراق التي تسقط لن تعود ثانية!!
العنوان البريدي: مكة المكرمة ص. ب : 30274
الرمز البريدي : 21955
البريد الإلكتروني [email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *