الزحام في جدة.. يا ليل ما أطولك

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]بخيت بن طالع الزهراني[/COLOR][/ALIGN]

** يبدو أن جدة قد بلغت الآن حد \”التخمة\” من الارتباك المروري، فلا تكاد تجد شارعاً كبيرا أو حتى صغيرا في حي طرفي من المدينة الاّ وهو يموج بكتل السيارات المتراصة، والتي صارت تتناسل اسبوعيا كالفطر، ولا أحد يدري كيف ستكون عليه الأمور بعد سنة أو سنوات قليلة، بعد أن غابت للأسف الرؤية العلمية، وحضرت الاجتهادات واساليب \”حسب التساهيل\” لتكون النتائج هذا الضغط المروري الذي هيمن على أعصاب الناس، ودفعها إلى شفير الاوجاع حتى النفسية!!.
** المسؤولون في جدة، ومنهم معالي الأمين الذي كنا نتحلق حوله نحن الصحفيين الأسبوع الماضي في أحد الانفاق المرورية التي تم افتتاحها، اعترف بكثافة الضغوط المرورية، ثم طلب – عبرنا نحن ممثلي الصحافة المحلية – ان ننقل للناس أمنياته بأن يصبر سكان جدة \”قليلا\” حتى تنتهي مشاريع الأمانة من جسور وانفاق ونحوها.
** الوقت المخصص للتصريحات معالي الأمين لم يكن كافيا لأن نتوسع معه في هذه النقطة بالذات، خصوصا ونحن وقتها في درجة حرارة عالية وفي ساعات اللهب التي تكون عادة بعد صلاة الظهر، والاّ لقلنا لمعاليه ان مشاريع الأمانة جيدة وتبشر بـ(بعض) الانفراجات.. لكنها في حقيقة الأمر ليست كل الحل.. إن الحل لا يكون الاّ عبر حزمة من المشاريع والرؤى والقرارات الكبيرة والعظيمة، والتي من خلالها يمكن \”حلحلة\” حالة \”التلبك\” المروري في هذه المدينة الساحلية الرطبة والحارة جدا معظم شهور العام.
** لقد كنت في واقع الأمر واحدا من كثيرين كتبوا عن هذه الاشكالية العجيبة، والتي كانت ولا زالت مثار دهشة سكان جدة، من عدم قدرة مسؤوليها على حلها بالشكل الصحيح.. وقلنا ولا زلنا نقول ان من الحلول تسريع مشروع النقل العام واقامة شبكة من القطارات المعلقة، و(مترو) الانفاق كما هو الحال في عدد من البلدان حولنا، ممن لا تتوافر لهم ميزانيات وامكانيات مادية مثلنا.. وقلنا ايضا ان من الحلول اعادة النظر في تدفق سيل السيارات القادمة الى جدة سواء الجديدة او المستعملة، ومن يزور المكان الرئيسي لبيع السيارات في جدة بمخطط الجوهرة، سيرى شيئا مذهلا من السيارات المستعملة القادمة لنا اسبوعيا من وراء البحار، والتي صار يتاجر بها حتى الاجانب، واصبحت تتدفق على شوارع المدينة كالسيل الهادر كل يوم.
** انا شخصيا ارجو الا يصدق احد ان نهاية ازدحام المرور في جدة مرتبط بنهاية بناء البنية التحتية للمدينة، كما يحاول ان يقول لنا عدد من مسؤولي الخدمات بالمدينة، لانك كزائر او ساكن لجدة سترى ضخامة الازدحام حتى في الشوارع التي ليس فيها مشاريع، وانظر ان شئت الى طريق المدينة من نقطة بدايته امام مبنى وزارة الخارجية وحتى المطار، فهذا الشارع مثلا ليس فيه مشاريع تحت التنفيذ ومع ذلك هو في قمة الزحمة، وانظر الى طريق الملك عبدالله من نقطة ابرق الرغامة وحتى ميدان السفن وتأمل حجم الزحام فيه، وانظر الى شارع فلسطين من تقاطع المكرونة وحتى البحر، وانظر الى شارع الملك فهد من الميناء وحتى جسر فلسطين، والذي انجزته الامانة مؤخرا وتحول الى عقبة مرور مزعجة لوحدة، رغم الامل في ان يكون نقطة انفراج نظرا لسوء تنفيذه.. وكان الله المستعان.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *