أقيل السيد خوان لوبيز كارو من تدريب المنتخب السعودي الأول لكرة القدم بعد ان عاث النقد وسياطه، والتعصب وادواته، في الساحة الرياضية، وكأنه الوحيد الذي أخفق، في الوقت الذي لايخفى على أحد أن المنظومة الرياضية بجميع أطرافها أخفقت في صناعة منتخب يمثلنا في محافل العطاء الأقليمية والدولية، ولاشك أخطأ الاتحاد السعودي لكرة تقدير الخصوم، وفي كل يوم يكتشف أمر جديد، والفصول متتابعة لن ينتهي الأمر هنا.
تحدث الجميع بغضب .. بعضهم بدافع التعصب والغيرة ثم الوطنية وقليل منهم ناصح مترفع وكثير منهم بين شامت ومترصد وغاب العقلاء.
غياب التخطيط أفقدنا رؤية صناعة الرياضة واستهلك اموالا بصورة عشوائية، حتى وصلنا إلى اليوم ..
الكل يتحدث عن خطط “وطنية علمية مدروسة ” لم يختلف شيء، ولن يختلف إذا لم نسند الأمر لأهله بعيداً عن التدخل والهيمنة.. حقق منتخبنا الوطني نجاحاته عندما كان يضم كوكبة النجوم من مختلف مناطق المملكة وذهبت نتائج الأمس عندما ركزنا فقط على أندية دون أخرى .. ألم تدركوا بعد أن الاشكالية ليست مدرباً بل تخطيطاً ورؤية وافتقاد هدف، نعم الأماني موجودة دائماً بأن يحقق هؤلاء اللاعبين “ولا ألومهم” الانتصارات ولكنها تظل برسم التطلعات بعيداً عن الواقع.. بعض اللاعبين يلعبون في أنديتهم ويبرزون ولكنهم بعيدون عن مواصفات لاعب منتخب..
السيد كارو لو أتيحت له الفرصة هل سيقول ماذهب إليه كارلوس البرتو – البرازيلي وسابقوه.. علم التخطيط يحتاج معطيات حقيقية، توفرها البيئة اذا كانت صالحة افضت الى نتائج ايجابية، وهو بحاجة إلى التصويب بين الحين والآخر، الأمر يحتاج سيادة “نحن” والتنازل عن “أنا” ضيعتنا الأنا هذه وسوف تستمر “لاعب يقول عندما كنت في نادي غير جماهيري لم أنضم للمنتخب وعندما أصبحت بت أساسياً في المنتخب” .لاعبونا دائماً متوترون وفرديون في أغلب مباريات دورة الخليج الماضية على سبيل المثال فقط وهناك برامج علمية للبرمجة العصبية يعترف بها العالم من أجل غد أفضل..
اتركوا سياط النقد جانباً واشرعوا أبواب العمل الجاد نحو المستقبل
ماحدث لن تغيره سياط النقد، ولكن العمل يبدد الأوهام إن أحسن تنظيمه، ماذا لو اسكتنا الأفواة المتعصبة في البرامج الرياضية التي لاتخدم سوى نفسها وتنقم على أهلها؟ ماذا لو عدنا الى التنافس فقط وليس…؟
لست خبيراً رياضياً ولكن متابع جيد وأثق في قدراتنا الرياضية الوطنية عبدالرزاق أبوداود، أحمد عيد، خالد الشنيف، ماجد عبدالله، سامي الجابر، نواف التمياط، صالح خليفة، عبداللطيف بخاري، عبداللطيف الحسيني وغيرهم..
في كل المحافل نحن موجودون ننجز ونخفق ولم نر تعصباً يؤدي إلى الإقصاء.. الا في الرياضة لا اريد فرض الوصاية على الرياضة السعودية ولكن أطالب بشيء من العقلانية في التعاطي مع الشأن الرياضي بصورة عامة التخطيط فقط يحقق الآمال أن ترسخت في وجدان المسؤول ومنه الى رفاهية وطن يستحق منا جميعاً الكثير الكثير…
قوانين الفيفا لاتجيز التدخل في عمل اتحاد منتخب في اي بلد من العالم لماذا إذن التهديد؟! وضربه من الداخل “اركدوا” هداكم الله وأعيدوا تصويب الاوضاع .
أقدار الرجال قادت نبيلاً مثل أحمد عبيد إلى مواجهة المتناقضات ولكن.. سوف يكتب التاريخ يوماً بأحرف ناصعة انصافك فقط لا تنتظر أحداً امضي كما مضى المخلصين.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *