الرمزية .. متاهات الغموض

• خالد تاج سلامة

الرمزية مدرسة أدبية ازدهرت في بعض العهود، ونبغ فيها أدباء وشعراء طبقت شهرتهم الآفاق ودرس أدبهم وشعرهم في مقالات مطولة وأحياناً في كتب معروفة فالأدب الرمزي جدير بوقفات ووقفات من الدارسين والنقاد لاستجلاء مكنوناته العميقة لكن ما ننكره والمتذوقون للأدب بصفة عامة هي هذه المودة من الغموض والمتاهات من الكلام الذي يقدم على أساس انه (أدب) في حين ان القارئ لا يظفر بطائل من ورائه، فلا جمال في التعبير ولا رونق في الكلام بل لا تحس بان صاحب هذا “الكلام” له سيطرة على ما يقوله ان كان يريد ان يقول شيئاً فأصحاب هذا الكلام أدباً أو شعراً يبحثون عن الغموض بحثاً، بل يتكلفونه تكلفا، فتكثر النعوت الغريبة وتضعف النسب بين اجزاء القول وتتمزق اوصال الكلام وتتراخى العرى الرابطة بين الجملة والجملة.. فيظفر القارئ بكلام لا جدوى منه كالسراب الذي “يحسبه الظمآن ماء حتى اذا جاءه لم يجد شيئاً.
ولاشك ان معظم المتهافتين على هذه الطريقة استعصى عليهم التعبير الصحيح ونفر منهم الأدب الأصيل وند عنهم الشعر الجدير بان يسمى شعراً ذلك الذي يهزك عند سماعه هزاً فتحس بعظمة قائله وان كان رمزياً صعب المنال.
ولاشك ان جميع المدارس الأدبية بتنوع مذاهبها ترتقي بالآداب شكلا ومضموناً لانه فن صعب “ليس مثل الكلام من شاء قال”او كتب او نشر بل هو نمط من القول لا يستطيعه كل من هب ودب، وخط وكتب لذلك نرى الذين لا يستطيعون الخوض في غمار بحور الآداب بصفة عامة يأتون بكلام يكتنفه الضعف والهزل من جميع جهاته فتراه يستر ما يخطه بهذا الغموض المتكلف المتشبه بالرمزية.
وشتان بين الرمزية الخصبة وبين الغموض المفتعل افتعالاً.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *