الرضى عند المصائب
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عمرو أيمن مغاري[/COLOR][/ALIGN]
الكل يعلم أن الحزن سواء كانت مدته قصيــرة أو طويلة لا تؤثر بالمصيـبة التي حلت , فإنـنا مكثنا في عمرنا بضـعة من السنين , لم نـرى أن مريضاَ قد تعافى من حزن أهله عـليه , أو ميتاً قد عــاش من حزن أهله عليه أيضاً .
إن الحزنَ أمــر ٌ وارد لا محــالة , فنحن أمـة لم يحجر الله قلوبنا ولم يلينها لنا أيضـاً , قـد نحزن عـلى فراق إنسان كان له منزلة مرموقة في قلــوبنا , أو نحزن على إنسان كان له منزلة عظيمة في قلوبنا أصابه مـرض فكان السرير الأبيض مصيره , أو نحزن على رسوب أحد أولادنا , فمما لا ريب فيه أننا نحزن ولكن ليس على حساب تجـميد رحلتك في الحياة الدنيا أو إغلاق عقلك في الحكم على شيء ما .
من الناس في هذه الحياة من تحل له مصيبة شـر كفقد أحد أولاده فنتيجة هذه المصيبة ومثلها يصاب هذا الإنسان بالحزنِ الشديدِ , والهـم الفظيع , والغم الشنيع , وهذه نتائج البـعـد عن الإيمان بالله وعدم التحلي بالصـبر , ومن الناس أيضاً من تحل له المصيبة نفسها على سبيل التوضيح فتراه يحزن لفترة يسيرة ثم يكون عاديـاً موكـل أمرَه إلى الله سبحانه وتعالى لأنه تمسك بالدين الإسلامي وصبر كما صبر أولو العزم من الرسـل , وعلم أن الصبر بدايته مرة كطعم العلقم ونهايته حلوة كطعم العسـل , وتذكرَ قوله تعالى (( ولا تهنوا ولا تحزنوا ))
أنت يا مريضاً نائماً على السريـر لا تستطيع أن تتحرك أو أن تقضي حاجتك ؛ فغـيرك مثلك ولا يـرى , وأنت يا أباً فقدت فلذة كبدك في حادث ما ؛ فغيــرك فـقد ثلاثة من أبنائه في حادث ٍ واحد , وأنت يا من لا تــجـد شيئاً ترتكز عليه لأن قدماك قد بترت فغيرك بترت قدماه ويداه . نسأل الله العفو والعافية
ارض َ عند المصائب فما الحياة الدنيا إلا لعب ولهو ومتاع للغرور , والآخرة هي دار القرار والبقاء مع الغفور , وكـِـل أمرَك إلى الله لأنه يعلم ما في قلبك ولا أحد غيره يـعلم .
اعلم أن الصبر رائــع , ولا يبتليك الله بخير أو بشـر إلا ويعوضه لك إما في الحياة الدنيا , أو في الآخرة الباقية .
كن واثقاً تماماً أن اللهَ إذا أحب قوماً ابتلاهم , فأنت من الذين يحبهمُ الله سبحانه وتــعالى.
فالذي مات سافرَ في طائرة ِالدارِ الآخرةِ , ونحن في انتظار طائرتِنا متى تصلنا .
لا تفتح أعــمال الشيطان بكلمةِ \” لــو \” , فلا تقُل إلا ( قدر الله وما شاء فـعل ) , وكل مخلوق سيأخذ نصيبَه في الدنيا والتوفيق من الله أولاً وأخيراً .
آمِن بالقدرِ خيره وشره فإنه من أركان الإيـــمــان والثبات على دين الله .
الحياةُ الدنيا لا تسوى عند الله جنــاح بعـوضة , مدتها قصيـرة الأجــل , فالذين توفاهم الله ذهبوا إليه والذين استمروا في الحياةِ فلينتظروا أجــلهم إلى أن يصلَهم . إن فقدت إنساناً يمثلُ قلبك فاعلم أنه سافرَ إلى ربـه وأنت ستراه وستعيشَ معه عيشة ًهنيئةً راضيةً في الجنة بإذنِ الله وما ثمنها إلا الرضا بالقدرِ والصـبرِ على المحنة. إن أصيبَ أخاك بمرض ما , فخذ بالأسبابِ في عــلاجِه واترك البــاقي على الحي الذي لا يـــموت وتــوكل عليــه إنه ولينا وإليه المصير. وتذكرْ قولًه تعالى \” قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا \”
التصنيف: