الرضا الشعبي لسلاسة انتقال الحكم السعودي !!

• عبد الناصر الكرت

نؤمن بقضاء الله وقدره , ونحمده عزّ وجلّ على كل حال . فقد كان خبر رحيل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز , أليما على نفوس جميع أفراد الشعب السعودي الأوفياء , لما يكنّونه من حب وتقدير لملك كان قريبا منهم متحسّسا لأمورهم حريصا على مصالحهم مجتهدا في تنمية بلادهم . حيث شهدت المملكة في عهده نهضة شمولية في كل المجالات , وحقّقت تطوّرا في كافة الاتجاهات . قاد مسيرة النماء والإصلاح بكل نجاح , فساد الأمن وعمّ الخير وازدهر الاقتصاد وارتفعت معدّلات التنمية في ربوع الوطن بشكل كبير , وتنفذّت مشروعات ضخمة طول البلاد وعرضها استفاد منها الجميع .
ولم تقف جهوده رحمه الله على حدود دولته بل ساهم بعزم وإخلاص لتقوية أواصر العلاقة بين دول مجلس التعاون الخليجي وتعزيز مسيرة عمل المجلس لمواجهة الأخطار المحدقة , وأعاد ترميم البيت الخليجي -بعد أن كاد يتقوض – بتوضيح الرؤية ورسم الهدف وتحديد المنطلق ومعرفة الأبعاد حاضرا ومستقبلا . واجتهد بوعي وفكر ثاقب لمعالجة أوضاع الأمتين العربية والإسلامية للخروج بالسفينة إلى برّ الأمان في ظلّ الأمواج العاتية التي تعصف بالأمة فنال معها احترام الشعوب الذين يقدّرون جهوده المخلصة ويثمّنون مواقفه التّاريخية المشرّفة .
ملك اتصف بالصّدق والأمانة والحكمة والشّجاعة وقوّة اتخاذ القرارات الصّائبة لما يخدم الإنسانية جمعاء , فحظي بتقدير عالمي لما قام به لمواجهة التّطرف والإرهاب . وكسبت المملكة منزلة عالمية ونالت احتراما دوليا من خلال جهوده الموفقة للمحافظة على الاستقرار العالمي أمنيا واقتصاديا .
وهي محطات مضيئة في كل جوانبها تمثل سلامة المقصد لملك تربع على عرش القلوب بأعماله الجميلة وصفاته النبيلة والتي يعرفها القاصي والداني .. يشهد بها الأعداء قبل الأصدقاء . وستظلّ مطبوعة في النفوس منقوشة في العقول مسطرة بأحرف من نور في سجلات الزمان .
وفي وسط هذا الحزن العارم لاحت أمور حققت رضا جميع أبناء الوطن الغالي من خلال انسيابية انتقال الحكم بسلاسة وهدوء تام كأبلغ رد على الموتورين , حيث جرت مبايعة خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز – يحفظه الله – ملكا لهذه البلاد الطاهرة وهو ابن بجدتها ومن صناع حضارتها , عرفه الجميع بوعيه وإحساسه وسعة أفقه وإخلاصه .. ليواصل مسيرة البناء والنماء في هذا البلد المعطاء . وزاد الرضا أيضا بمبايعة صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز وليّا للعهد وكذلك صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز وليّا لولي العهد وفق آلية مرسومة بعناية محكمة لاختيار الأصلح وهما من رجال الدّولة الأكفاء المعروفين بالعقل الرّاجح والتّوجه السّليم والقول الصّادق والعمل المخلص , مما أسكت الحاقدين والأعداء المتربصين .
ونحمد الله تعالى أن وفّق السّعودية بقيادة رشيدة تهتم بأمور دينها وتسعى لخدمة شعبها وتحرص على قضايا أمتها.وندعوه جلّت قدرته أن يتغمّد فقيد الأمة الملك عبد الله بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته وأن يجزيه عنا خير الجزاء , وأن يؤيّد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد بنصره وأن يسددهم جميعا ويوفقهم لما يحبه ويرضاه.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *