[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عبدالحميد سعيد الدرهلي[/COLOR][/ALIGN]

يمكن تفسير ما جرى في الدنمارك من تطاول متوقح على شخص رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وما يتوقع أن يكون من دول أخرى غربية أو حتى شرقية من مثل هذا التطاول. بجملة أسباب تنتهي كلها إلى ما نحن فيه من ضعف وخنوع وعماية.
اننا مسؤولون قبل غيرنا عن هذا الذي استمرأه الغربيون من السخرية بديننا وتاريخنا ومن الجرأة المستهترة بقيمنا ومقدساتنا وانسانيتنا.
فلو وقفنا موقفا صارما من القضايا التي تمس وجودنا ومصيرنا، بدءاً بفلسطين وانتهاءً برسوم المستهزئين، لما كان لسفهاء الدنمارك أن يقترفوا ما اقترفوه.
ولنا أن نبين عددا من الحقائق فيما وراء هذه الرسوم التي تستهدف رسولنا الكريم، حتى لا يخدعنا خادع عن دلالاتها القريبة والبعيدة، وحتى لا يظل وعينا مثلبا للإعلام الذي تسيطر عليه الصهيونية والقوى الاستعمارية التي تأخذ بناصرها.
ان لعبة سفهاء الدنمارك ذات خيوط متشابكة واحابيل ممتدة تنتهي بتل ابيب، ولندن، وواشنطن، ورصد لعلامات الحياة في الجسد الممتد في طول الارض وعرضها.
وان من الملاحظ أن العقول المخططة لهذا الاختيار تضع نفسها بمبعدة عن المسألة، وتحاول الظهور بمظهر من يزعجه هذا التصرف الذي لا ينبغي ان يكون، وأن لنا أن نتصور ما يجري من مكالمات هاتفية صميمة بين رؤساء الدول وما ينعقد من جلسات للعصف الفكري في مراكز الدراسات وما يرسم في ضوء ذلك كله من خطط و\”سيناريوهات\” لتكون أقرب إلى طبيعة ما هنالك من ائتمار قبل أن تستأنف هذه الحرب الصليبية الجديد على العرب والمسلمين.
وما نحن في حاجة، ونحن نرقب ذلك، إلى توكيد غياب المرجعية الاخلاقية في السياسات الاوروبية والامريكية، وإلى الجزم بأن القوم لا منفذ للمنطق والقيمة إلى ضمائرهم بقدر ما يهزهم تهديد مصالحهم ووقف نهبهم للشعوب، وأن يكون ثمة مواقف عملية ملموسة الآثار للعرب والمسلمين، وذلك ما نرجو أن يكون، على ما ينبغي أن يكون، وعلى أبلغ ما يكون برهانا على حياة امتنا وكرامتها، وعلى احترامها لذاتها قبل أن يحترمها الآخرون.
فماذا نقول لتلك الصحف الدنماركية التي تظن انهم بأفعالهم هذه قد اثروا أو اساؤوا، انهم يتخبطون ولا يدركون المعنى لما يقولون.
إن ما تقومون به وتخطط لكم به قلوب ملؤها الخبث والنجاسة لا يزيدنا الا محبة مطلقة لله ولرسوله ولديننا الاسلامي، ولو أن هذه الصحف التي رسمتم وكتبتم بها شاء الله لها أن تنطق وتتكلم للعنتكم بلعنة الله وتسمعون بها بأم آذانكم.
لقد كان الأجدر بكم أن تقرؤوا التاريخ وأن تبحثوا عن الشيء المفيد لكم أن تعرفوا عن النبي الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم الذي انقذ الله به ارواحا من النار إلى الجنة ومن الظلام إلى النور، ومن الضلال إلى الهدى.
إن الاستنكارات والاحتجاجات والاتصالات التي تجري من هنا وهناك لهذه الفئة الخبيثة لا يفيد، ولا تزيدهم إلا تعنتا وحقدا، إنما الذي يفيد هو أن نعي جيدا أن هذه التصرفات قد يكون لها دوافع وأهداف يقصد من ورائها زرع الفتنة بجميع جذورها واشكالها بين الاسلام والمسلمين، وحاشا لله أن تكون، لو أن وضع الأمة الاسلامية كان صافيا ومتوحدا، ورأيهم وقرارهم واحد لما تجرأ اصحاب الأقلام الخبيثة القذرة أن يفعلوا فعلتهم، ولكن نقول حسبنا الله ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
فإن الله سبحانه وتعالى أعز نبيه صلى الله عليه وسلم حيّاً وميتاً، وحفظه حيّاً، وحفظه ميتاً، وإنه ناصر دينه وأوليائه فإذا كان خير فيما قلته، فهو من الله تعالى واذا كان به شر فهو مني ومن الشيطان. ونعوذ بالله من غضبه وعقابه.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *