[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]ليلى عناني[/COLOR][/ALIGN]

قد يتعجب قارئي من عنوان هذه المقالة ولكن هذه حقيقة لم تأتِ من فراغ.. فقد لاحظنا في السنوات الأخيرة خاصة بعد \”الانفتاح العالمي\” أن الأسواق قد امتلأت بالبضائع المختلفة، رخيص الثمن منها وغاليه، والتمييز بين الجيد والرديء لا يمكن في كثير من الأحيان إلا من خلال بعض المتاجر التي تشتهر بالجودة والنوعية، ولكن قد لا يسعف المشتري الوقت للتبضع من تلك المتاجر المعروفة لأسباب متعددة إحداها ازدحام الشوارع غير الطبيعي في كل الأوقات تقريباً فيضطر لشراء ما يتاح له من أقرب المحلات وأسهلها وصولاً، ونجد في كل مكان لافتات لكل ما يحتاجه المتبضع بأثمان بخسة تغري الشخص لشرائها فيدخل المحل ويجد هناك تقريباً كل ما يحتاجه وما لا يحتاجه، فيجد نفسه وقد أُخذ بهذه البضائع فلا يخرج من المحل إلا وقد صرف مبلغاً يظن أنه قليل مقارنة بثمن نفس السلعة التي كان يريد شراءها لو اشتراها من المحلات المعروفة بنوعيتها ولا تطول فرحته فسرعان ما يفاجأ برداءة السلعة التي اشتراها إن لم تكن تالفة في الأصل ويضطر مرة أخرى لاستبدالها.. قد يفكر أنه لا مشكلة في ذلك فالسلعة التي اشتراها رخيصة ولو استبدلها في كل استعمال لما وصلت للمبلغ الأصلي الذي تباع به في \”ذلك المحل\”!
لكن الحقيقة التي تغيب عن ذهنه أو التي لا يعيرها اهتماماً هي أنه لو حسب كلفة ما يشتريه في كل مرة والوقت الذي يقضيه في الذهاب والإياب بالإضافة للبنزين الذي تستهلكه سيارته ناهيك عما يلتقطه وهو يشتري ما يحتاجه وما لا يحتاجه لوجد أن القطعة الأصلية على المدى البعيد أقل كلفة وأجود نوعية وأكفأ أداءً!
وفي الوقت نفسه نجد الكثير من السلع التي تباع في تلك المحلات أغلى مقارنة بمثيلاتها والتي تباع في محلات أخرى، فالرخيص الذي يُشترى من هناك يُعوض في نفس المحل بقطع ترفع أسعارها كي يتحقق لصاحب المحل الدخل والمكسب!
للوهلة الأولى نظن أننا قد وفرنا لأنفسنا مبلغاً نستطيع الاستفادة منه فيما هو أهم.. لكن للأسف ما ظنناه رخيصاً هو في الحقيقة أغلى!!

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *