الرحلة التونسية
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]د/عائشة عباس نتو[/COLOR][/ALIGN]
كانت الرحلة لمشاركة في المنتدى الثاني الدولي للصم للاتصالات والتقنية عندما وصلنا إلى مدينة \”الحمامات\” و انضممنا إلى المشاركين هناك، تغير مجرى الحديث المتعارف عليه في منتديات المال و الأعمال، فعالم ذوي الاحتياجات الخاصة عالم آخر، يبث الرضى النفسي و يخجل المشارك فيه من التشكي و التباكي، فلا وجود للأزمة الاقتصادية و لا العقارية فيما بينهم ولا صعود للأسهم ولا هبوطها، بل يكتشف الإنسان قدرات ذوي الاحتياجات الخاصة في التعايش مع إعاقاتهم و حقوقهم و احتياجاتهم. و أثيرت أسئلة كثيرة عن القوانين الشرعية و الوضعية، هل تحتوي القوانين المتواجدة في الدول العربية على بنود للمعاقين؟
من جهة أخرى، فقد كان هناك تنوع كبير في المشاركات الدولية و العربية في منتدى الصم وتلاقح في الخبرات العربية والعالمية، مما عزز التوصيات التي قدمها المنتدى مع ختام جلساته التي جاء من ضمنها المطالبة بتخفيض رسوم التقنية و الاتصالات للمعاقين،وإشاعة هذه الثقافة في كافة مؤسسات المجتمع، إلى جانب تعزيز دورهم في خدمة المجتمع و ذلك تفعيلاً لأدائهم المجتمعي.
و أن يكون التعاون بين القطاعين الخاص و العام من أجل تلبية متطلبات ذوي الاحتياجات الخاصة، فالتعرف على احتياجاتهم فقط ليس كافيًا، بل يجب أيضًا بحث ما نراه و ما نتعلمه و كيف يمكن أن نساهم في تحسينه.
إن ذوي الاحتياجات الخاصة ليسوا مسؤولية الحكومة فقط، بل مسؤوليتنا جميعًا، و نحن بحاجة لتضافر جهود الإعلام، فنحن لسنا معنيين فقط بالمعاق الحالي، بل هناك معاقين قادمين، فكلما تقدم الإنسان في العمر كلما ضعفت حواسه، و نمت الحاجة إلى تسهيلات و مميزات تقدم له سواء في الخدمات العامة أو القطاع الخاص. نعم، في السن المتقدمة تزداد الاحتياجات وتتقلص الموردات.
علينا أن لا نكتفي بمخطط الطريق بل لابد من بنائه، علينا بتطوير الأفكار و تنميتها و إعادة النظر فيها و تمريرها بفلترة تناسبنا، فالأنظمة تنمو بالحذف و الإضافة و كذلك الأفكار فهي تنمو و تتكاثر بالمراجعة و التعديل. فهلا سعينا جميعًا من أجل تلك الفئة الغالية في بلادنا؟
[email protected]
التصنيف: