عبد الرحمن المطيري

عاشت الدول العربية طوال الأشهر القليلة الماضية على صفيح ساخن سقطت معه العديد من الأنظمة والوجوه السياسية التي كانت مستحوذة على المشهد السياسي هناك و قامت بتحويله إلى ما يشبه الممتلكات الخاصة , لعقود طويلة كانت عجلة التنمية شبه متوقفة في العالم العربي نتيجة انتشار الفساد والمحسوبيات والتي أدت إلى فقر مدقع وشباب امتلأت بهم المقاهي لعجزهم عن الحصول على عمل يكفل لهم الحصول على منزل وعائلة , كان سبب ذلك فساداً نبع من هرم السلطة في تلك البلدان نتج عنه فشل ذريع في إدارة الوزارات الخدمية التي تمس حياة المواطن العربي البسيط فما كان بعد ذلك إلا ثورة تتلوها ثورة وقف أمامها العالم مذهولاً , وسط تلك المعمعة التي يعيشها العالم العربي كانت السعودية وما زالت أكثر البلدان أماناً و طمأنينة يقودها لذلك الحُب الجارف الذي يكنه مواطنوها لملكهم عبدالله بن عبدالعزيز وإيمانهم العميق بحرصه على الإصلاح وتوفير الحياة الكريمة لهم , غير أن بعض الوزارات والدوائر الحكومية ما زالت تئن تحت وطأة (البيروقراطية) وسوء الإدارة , فما زال المواطن يجد صعوبة في العثور على سرير يهرب إليه من مرضه رغم ماتقوم الدولة بصرفه من ميزانية ضخمة لوزارة الصحة بشكل سنوي , وليس حال وزارة الخدمة المدنية بأفضل من الصحة وهي التي امتلأت أرففها بملفات العاطلين عن العمل حتى بات لونها الأخضر مرتبطاً بالحسرة , ما زلنا بحاجة للعديد من الإصلاحات التي يقودها الغيورون على وطنهم داخل بعض الوزارات , إصلاحات تجتث الفكر القديم لتزرع فكراً سعودياً حُراً ينبع من الوطن مروراً به حتى يعانقه فتتسلل لقلوبنا رائحة الرضى ونتذوق ربيعنا الخاص بنا , ربيعنا الذي نصنعه بأيدينا , ربيعنا السعودي.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *