عاش كريماً سخياً، نبيلاً ومضيافاً، زاهداً في الكثير وراغباً في القليل، مؤثرا في كل من عمل أو تعامل معه، وطنياً وعالماً فقيها، لم أشهد طيلة عشرين عاماً معه خصومه له تخرجه من وقاره، يحسن الظن بالآخر حتى ولو كان من غير أهل الثقة..
في البدايات الأولى لاهتماماتي الاقتصادية قبيل وخلال فترة عملي في صحيفة “الحياة” كان مرجعاً خاصاً لكل معلومة بعيدة المنال، ولجت معه إلى علية القوم وبسطائهم في مكة المكرمة والمدينة المنورة والقاهرة وبيروت وتونس والمغرب وغيرها كان يقول يحبون الله ورسوله فلماذا نعاديهم؟! يجب أن نسعى للتقارب معهم.
الراحلون نحن .. أما أنت فذكرى نبيلة جميلة ستظل باقية طويلاً في نفوس الاوفياء والخلصاء ممن خبروك.. حتى في السنوات الأخيرة عندما عاف الكثير لم يبارحه الأمل من بزوغ فجر للحياة بما يبهج.
رافقته اسفارا وسفرا قاصدا وبعيدا، وشاركته لقاءات رجال اعمال ومفكرين وعلماء، نفس طيبة وسريرة نقية، يأنس للقاء المفكرين والعلماء، ويفقه في اصول الموسيقى، لم يفرض علي يوماً قراءة ما لا أحب من كتب تفاصيل التفاصيل في الفقه، والاقتصاد وبعض اهتماماته الاخرى، وكان يعجب من اهتمامي بالرواية والسير الذاتية، والتراجم العالمية، لا أسرد ذكريات بعضها مؤلم، وكثير منها من نسج الخيال، وضيق افق بعضهم ولو فعلت لغصت في الرمال، وتعثرت بالمواقف والاسماء وصفات بعضهم .. ولكني اتذكر شخصية مختلفة، تدرك حق الحوار، وأدب الجوار، ونعمة الترحال، أدعو الله أن يتغمد فقيدنا عمر كامل بواسع رحمته وفضله وان يسكنه الجنة، انصت لتأبين عمر كامل رحمة الله عليه في دارة الشيخ محمد سعيد طيب وكان فعل يذكر فيشكر لصديق الجميع ابا الشيماء ولكننا لم نعطي الرجل حقه بعد، وسندرك بعد حين من الوقت من فقدنا.
عندي نسخة كاملة من مسودة كتاب للفقيد لم يكن الوقت مناسباً لطرحه قبل أعوام لاسباب متباينة، ولست أدري إن كان من المناسب العروج على “دائرة الفتنة” اليوم في ظل وجود كتابه رحمه الله ” خوارج العصر ” الذي ذكرنا قبل اعوام بحالنا اليوم مع التشدد، رحم الله عمر كامل.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *