الذي أسقطها لسانها
يحكى أن سلحفاة ثرثارة كانت تعيش في إحدى البحيرات المعزولة ، وكان يأتي إليها بين الحين والآخر طائران من البط البري ، فنشأت علاقة صداقة بين السلحفاة وبينهما كانت سبباً في تقدم الطائران بعرض للسلحفاة يخلصها من عزلتها ويجعلها في نظر العالم أكبر من مجرد سلحفاة ، العرض هو أن تسكن السلحفاة معهما في أعالي جبال الهيمالايا ، حيث يقبع كهفهما الدافئ والجميل ، فسرت السلحفاة بهذا العرض ، لكنها تساءلت : ( كيف يمكنني البلوغ لذلك المكان المرتفع من دون جناحين ؟ ) فقال أحد الطائرين : ( الأمر سهل ، لدينا منقاران قويان ولديك فك قوي ، ولدينا هذه العصا ، نمسكها بمنقارينا من طرفيها وأنت تعضين عليها من المنتصف ، ثم نحملك بيننا حتى نبلغ المكان ، ولكن يجب علينا جميعاً التزام الصمت خلال الرحلة مهما حدث ، خاصة أنت ، فقالت : ( لا تقلقان ، سأصمت إلي أن نصل .. إنه أمر سهل وأستطيع القيام به ) .
أقلع الأصدقاء الثلاثة ، وحينما بلغت الرحلة منتصفها وغدت المدينة تحتهم رأى بعض سكانها المنظر فتملكهم العجب !! صاحوا وهم يشيرون إلي السماء 🙁 انظروا ؛ سلحفاة تطير ) ، وما إن سمعت السلحفاة بالجلبة تحتها حتى غلبها طبع الثرثرة ، فأرادت أن تقول ( وما دخلكم أنتم أيها البشر…. ) ، لكنها لم تستطع ، لأنها ما أن فتحت فكيها حتى سقطت وانفلقت إلي شطرين ميتة ، فتجمهر الناس حولها يتساءلون ما الذي أسقطها ؟ فقال أحدهم مجيباً 🙁 الذي أسقطها هو لسانها ) .
كم من شيخ كان محاطاً بهالة الوقار وأسقطه لسانه سقطة مدوية ، وكم من وزير كان محلقاً مع سرب أصحاب المعالي وأسقطه اللسان ؟ وكم من صاحب سعادة غدا صاحباً للتعاسة بسبب تصريحاته ؟ اللسان هو وعيك وفكرك وخُلقك ، فمن أراد أن يقرأ الناس مدى وعيه ، ومستوى فكره ، وحقيقة أخلاقه فليطلق العنان للسانه .
التصنيف: