حسين عبد الله المالكي

هكذا هي الحياة.. تخنق آمالنا .. تجثم فوق أحلامنا وتحجب الأفق أمام تطلعاتنا .. إنها العدو الذي نواجهه دون اختيار والتي \”نحياها\” مجبرين على قضائها فقط لنحيا سعداء .. هي كذلك ولطالما امست واصبحت كما هي عليه في قاموسنا نحن بني الانسان نجلدها بسياط بشريتنا القاصرة عن ملامسة الايمان والوصول الى مقتضى القدر والعجز عن الانغماس في التسليم والرضا.
هي كذلك المسؤول الاول عن شقائنا وتعسنا وألمنا ربما لأننا بشر بل نحن فعلا كذلك اعتدنا جلدها ومازلنا لا نشعر أننا نجلد انفسنا وذواتنا حتى أحالنا ذلك العمل الى آلام وجراح لا نفع لها ولا دواء يستطب به منها.. انما نفعل ذلك للانسلاخ عن الذات فقط لنحرق الحياة، العدو الأول والمسؤول الأول الذي يحقننا شقاءً وتعساً .
فما الذي نصنع؟ وأين من هذا السعادة التي نأمل والسلام الذي ننشد؟ بل أين نحن من ذاتنا التي اشبعناها جراحاً باتهام الحياة وإدانتها؟ وأين ذاتنا الشجاعة من ذاتنا اللسانية الهزيلة كظبية تحيط بها الاسد؟.إنه القصور في الذات بالذات وضمور الإيمان والفتور الممهور بجبن النفس وقوة ضعفها ووهنها، النفس البشرية العجولة التي ما إن تكبو حتى تجزع فتثور في وجه الحياة وتخرج عن قصورها بينما هي تئن من ألم الذات وتتسلق بعينها العمياء سماء الابصار وما من أمل، إن هي إلا تهيؤات وخيالات عرجاء..
ايتها الذات أفيقي..
ودعي الحياة..
فهناك السلام..
هذه هي الذات.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *