الدور المرتقب لرجال الأعمال في الباحة

• عبد الناصر الكرت

[COLOR=blue]عبد الناصر الكرت[/COLOR]

عندما استمعنا إلى الكلمة الواعية من رجل الأعمال الشيخ علي الجميعة في حفل الجمعيات التعاونية في المملكة الذي أقيم مؤخرا في منطقة الباحة تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير مشاري بن سعود أمير المنطقة وبحضور معالي وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور يوسف العثيمين وجمع كبير من بعض المناطق , تداعت إلى ذهني صور جميلة من أعمال الشيخ الجميعة في إطار مشاركاته الوطنية والإنسانية وما قدمه من مساهمات راقية في ديرته ( منطقة حائل )على وجه الخصوص , ليقدم النموذج الإيجابي الرائع لرجل الأعمال الفاضل الذي يجسد وطنيته بالعمل التعاوني ويترجمها بإيجاد المشروعات الجميلة التي تخدم المجتمع سواءً الخيرية أو الاستثمارية وهي كثيرة ومتعددة يستهدف منها عددا من الشرائح بشكل مستمر . وهذه القيمة الجيدة للعمل النفعي بشتى أشكاله .. وقد سررت جداً و أكبرت هذا الرجل النبيل وهو يستحث المجتمع لتأسيس الجمعيات التعاونية هنا وهناك , عندما استعرض في كلمته عددها القليل جدا في المملكة مقارنة بدول مثل فرنسا وغيرها . وأبدى استعداده بالدخول كواحد من المؤسسين في أية جمعية تعاونية تقام حتى لو تطلّب الأمر أن يكون عضوا في مجالس إدارتها – وذلك من منطلق التحفيز والتشجيع للآخرين للشروع في الأعمال التعاونية – رغم أعماله الكثيرة وأعبائه الكبيرة ومشاغله الأخرى . وهو بهذا يقدم صورة ناصعة للوطني الصادق .. ولما يمكن أن يساهم به رجال الأعمال والمقتدرون في خدمة أوطانهم مساهمة نوعية . وفي غمرة سعادتي بالاستماع إلى الكلمة الجميلة من هذه العقلية الفذة المشبعة بالوطنية الصادقة تملكني شيء من الحزن على الدور المفقود من رجال الأعمال من أبناء منطقة الباحة في المساهمة والمشاركة في منطقتهم باستثناء عدد منهم لا يزيد عن أصابع اليد الواحدة فهذا الغياب الطويل نستطيع أن نعتبره عقوقا في حق مجتمعهم وأهل ديرتهم الذين ينتظرون منهم الكثير والكثير لإمكانياتهم الكبيرة ومقدرتهم العالية وما أفاء الله به عليهم من فضله . ومع ذلك لا نرى منهم شيئا يخدم المنطقة ولا نجد له تفسيرا ولا مبررا سواء في النواحي الخيرية والاجتماعية أو النواحي الاستثمارية التنموية لاسيما وأن سمو أمير المنطقة – وفقه الله – يتفانى في تقديم التسهيلات لأي رجل أعمال ومستثمر في المنطقة ويؤكد على جميع الإدارات المعنية بالتعاون معهم وإنجاز متطلباتهم بل وصل الأمر إلى إيجاد مكتب لخدمة المستثمرين بالإمارة لاختصار الوقت والجهد وهو الأول من نوعه على مستوى المملكة . ومع ذلك لم يتحرك القادرون بالشكل المأمول والمفترض علما بأن منطقة الباحة مقبلة على نهضة تنموية جيدة . كما أن القوة الشرائية فيها عالية ومستقبلها السياحي زاهر والإقبال عليها كبير جدا وموقعها الجغرافي يؤهلها لأن تحتّل موقع الصدارة بين المناطق السياحية في المملكة لاعتبارات عديدة يعرفها الكثيرون ويدركها المستثمرون على وجه التحديد . حيث أن الاستثمار في المشروعات السياحية والصحية والتعليمية . وغيرها ستكون ناجحة بكل تأكيد , وستحقق بإذن الله أفضل العوائد وسيصبح مستقبلها أكثر ربحية بالمفاهيم الاقتصادية . بقي أن نقول بصوت عال : أينكم يا رجال الأعمال ؟ فالمنطقة تنتظر قدومكم القويّ لتحريك النهضة ورفع معدلات التنمية بأفضل صورها لاسيما وأن الباحة تعتبر من أميز المناطق لما تحقق ويتحقق على ثراها من الخدمات الحكومية , والتي وصفت بأنها المنطقة النموذجية في التنمية المتوازنة بين جميع محافظاتها على مستوى المملكة , ولدينا أمل كبير في حضوركم الفاعل الذي يحقق الفائدة لكم أولا ومن بعدكم أبناء مجتمعكم الذين يثمّنون المبادرات الكريمة وينظرون لأصحابها بكثير من الفخر والإعزاز والتقدير لأنهم يستحقون ذلك دون أدنى شك.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *