الدوام الرسمي في شهر رمضان
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]طلال محمد نور عطار[/COLOR][/ALIGN]
في شهر رمضان المبارك تتغير حياتنا اليومية في كل شيء في المأكل والمشرب والمنام، فبدل وجبات الفطور والغداء نتناول الافطار عند الغروب او عند حلول الافطار، وبدل وجبة العشاء نتناول السحور ..
كما ان دوام الموظفين في الدوائر الحكومية او في المؤسسات والشركات الخاصة والعامة يتغير كذلك من الساعة الثامنة صباحا الى الساعة العاشرة صباحا، اي بزيادة ساعتين على الدوام الرسمي في الايام العادية من العام، وكذلك الحال بالنسبة لاوقات انصراف الموظفين من الدوائر الحكومية، فبدل الانصراف من الساعة الثانية ظهرا، ينصرف الموظفون في شهر رمضان المبارك في تمام الساعة الثالثة بعد الظهر .
ومما يحضرني الآن اقتراحات، الاقتراح الاول : ان يتقدم دوام الموظفين في شهر رمضان المبارك في الصباح الى الساعة الثانية عشرة ظهراً، وان يتأخر انصراف الموظفين في هذا الشهر المبارك الى الساعة الخامسة او السادسة عصرا، وذلك بدلا من الدوام \” الحالي \” الساعة العاشرة صباحا، وبدلا من الانصراف الساعة الثالثة بعد الظهر .
والاسباب الداعية وراء هذا التقديم والتأخير – كما ارى – ما يلي :
اولا : اوقات الحسور، كما نعلم جميعا ان اوقات السحور في شهر رمضان المبارك : تبدأ من الساعة الثانية بعد منتصف الليل، والى الساعة الرابعة صباحا ثم يحين بعد ذلك اذان الفجر ما بين الساعة الرابعة والربع او الرابعة والنصف .
وعلى الموظف في هذه الحالة : اما ان يتسحر قبل اوقات السحور بفترة، او عليه الانتظار الى اوقات السحور، اي لابد ان يجازف بالنوم قليلا حتى يتمكن الحضور الى مقر عمله في تمام الساعة العاشرة صباحا .
ثانياً : صلاة الفجر، عندما يتناول الموظف سحوره الساعة الثانية، فهذا يعني – بطبيعة الحال – عدم تمكنه من اداء صلاة الفجر لانه سيكون مستغرقاً في النوم حين حلول الاذان، فعليه، اما ان يؤدي صلاة الفجر حين استيقاظه الساعة التاسعة والنصف صباحا واما ان تؤجل الى يوم الغد، وفي اليوم التالي تؤجل الى يوم آخر .
وبمعنى ادق ضياع صلاة الفجر طوال شهر رمضان المبارك والسبب هو عدم تمكن ادائها في اوقاتها .
ثالثاً : صلاة العصر، واما عندما ينتهي الدوام الساعة الثالثة، فإنه سيذهب فورا حال وصوله المنزل الى الفراش لكي يأخذ قسطاً من الراحة، وغالباً ما يتم استيقاظه قبل وقت الافطار بقليل اي يصحو من القيلولة الساعة السادسة والنصف او السابعة والنصف في هذا الوقت تكون صلاة العصر قد انقضى وقت ادائها او فات موعد ادائها، فتضيع عليه كذلك صلاة العصر .
واما عندما يكون دوام الموظف الى الساعة الخامسة او السادسة عصرا، فإنه – مما لا ريب فيه – سيعود الى بيته بعد ان ادى صلاة الظهر والعصر في مقر عمله، وبذلك يكون المكسب كبيرا في ان استطاعت \” الدولة \” في اجبار الموظف على ان يؤدي فروضه المكتوبة بطرق غير مباشرة حين حلولها، ولاسيما وان الغالبية العظمى من الموظفين في الدوائر الحكومية يؤدون صلاة الظهر في شهر رمضان المبارك في مقر العمل، ويستطيع الموظف حينئذ ان يقضي بعض من الوقت في قراءة ما تيسر من القرآن حتى يحين آذان المغرب او قبل ان يحين الآذان بقليل وذلك عندما يعود الى بيته الساعة الخامسة .
واما الغاية الاساسية من ان يبدأ دوام الدولة الرسمي في شهر رمضان المبارك من الساعة الثانية عشرة بدلا من الساعة العاشرة صباحا هو لكي يأخذ الموظف قسطاً وافراً من الراحة ووقتاً كافيا من النوم تمتد من الساعة الرابعة والنصف صباحا – بعد صلاة الفجر – الى غاية الساعة الحادية عشر والنصف صباحا، اي الوقت الذي يترك الموظف داره الى مقر عمله، وهي المدة الكافية للنوم الصحي للانسان السوي، وهي ثمانية ساعات، وسرعان ما ينعكس ذلك على عمله وعلى ما يقوم به من اعمال او على ما يناط به من واجبات، وبذلك تكون الدولة قد حققت هدفين في آن واحد، الهدف الاول : يتمثل في اداء الفروض المكتوبة في اوقاتها، والآخر : في المحافظة على انتاجية الموظف وصحته، والاقتراح الثاني للدوام الرسمي، في شهر رمضان المبارك لا يختلف كثيرا عن مبررات التعديل المطلوب في الدوام في الاقتراح الاول سوى ان يبدأ الدوام الرسمي للدولة في شهر رمضان بعد صلاة الفجر مباشرة الى يحين وقتها ما بين ٤ : ١٣ و٤٥ : . ٤
التصنيف: