الدنيا تدور و تكشف المستور

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]إبراهيم مصطفى شلبي[/COLOR][/ALIGN]

عندما تستمع إلى فيروز وهي تنشد (عيناك يا بغداد أغنية- يغني الوجود بها ويفتخر) يخيل إليك أن فيروز منشدة في البلاط العباسي في عهد الرشيد والمعتصم في بغداد العلم والثقافة والفن. ولو قدر لفيروز أن تغني لبغداد الآن لأنشدت تقول (عيناك يا بغداد قنبلة يفنى الوجود بها وينتحر) فبغداد اليوم غيرها بالأمس بعد أن أنهكت جسدها المصائب والمحن منذ غزو التتار إلى عصرنا الحاضر عقب غزو المغول الجدد من قوى الإستكبار العالمي ومن بعض القوى الاقليمية التي تصطاد في الماء العكر وبعد أن باع أحفاد ابن العلقم ممن تجري في أوردتهم جيناته الخبيثة.
لهذا العميل الخائن منذ قديم الزمان فبعد ابن العلقم أصبح لدينا (علاقمة) كثيرون باعوا وطنهم بثمن بخس وبنوا أمجادهم الزائف ونموا ثرواتهم وشيدوا صروحا وهمية فوق جماجم أطفال ونساء وشيوخ العراق وبعد أن انسحبت القوات الغازية من العراق أحبت أن تكافئ أحفاد ابن العلقم وجنودها المرتزقين الذين أغروهم بالقرين كارد لقاء ماقدموا لهامن خدمات فافسحت المجال للنشر وفضح هؤلاء الخونة على رؤوس الأشهاد لأنهم في قرارة أنفسهم يحتقرون الخيانة والوثائق التي نشرها موقع وي كلكس والتي تبلغ مئات الآلاف من الوثائق تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك بأن وطننا العربي مستهدف من أعدائه ومن بعض أبنائه ممن رضعوا الخيانة مع حليب أمهاتهم.وقضية نشر هذه الوثائق ستحدث في مستقبل الأيام ردود أفعالٍ كبيرة تهز صورة دول التحالف وصورة بعض العراقيين ممن يدعون الوطنية والحرص على مستقبل العراق والعراق منهم بريء
وبدأت ردود الأفعال تتصاعد فالأمم المتحدة وبريطانيا والدنمارك والسويد واستراليا طالبت بإجراء تحقيقات عاجلة وتقديم كل متورط في هذه الجرائم إلى العدالة. وفي أستراليا تعرض رئيس وزرائها السابق جون هارفد للقذف بالأحذية لاشتراكه في توريط القوات الاسترالية في هذه الحرب القذرة وليس ببعيد على الله أن نرى كل مجرمي الحرب العراقية مكبلين بالسلاسل والأغلال لينالوا عقابهم المستحق.وقد وصفت صحيفة التيلغراف البريطانية الحقائق التي كشفتها هذه الوثائق ولا سيما حول الخسائر البشرية في حرب العراق بأنها أمر مروع ومثير للاشمئزاز.
وفي الوقت الذي تلمح فيه الصحيفة إلى أن قيام مؤسس موقع ويكيليكس بنشر تلك الوثائق قد يزيد من الصعوبات التي تواجه تشكيل حكومة عراقية جديدة واحتمال تعريض ما تبقى من قوات التحالف في العراق إلى الخطر، فإنها تعتبر أن وطأة ما جاء في تلك الوثائق أمر لا يمكن تجاهله.وتقول الصحيفة إن من أكثر الأمور خطورة اتهام القوات الأمنية العراقية بتعذيب السجناء بدون أن تقوم قوات التحالف بمحاولة كبح جماح تلك الممارسات. وقد دعت الأمم المتحدة إلى إجراء تحقيق حول مدى علم القوات الأميركية بتلك الانتهاكات، على الرغم من أن محتوى الوثائق يدل على علم القادة الميدانيين الأميركيين بتلك الممارسات. كما طالبت المنظمة الأممية بالتحقيق في الأمر العسكري \”فراغو 242\” الذي ينص على عدم قيام قوات التحالف بالتحقيق في أي خرق لقوانين الحرب ما لم تكن قوات التحالف طرفا مباشرا فيه.هذا غيض من فيض مما نشرته الصحافة العالمية التي أذهلتها هذه المذابح وهذه الفضائح اللاأخلاقية ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.
وقفة : قال تعالى في محكم التنزيل: (وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا)

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *