الدنيا، والمرجيحة
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]علي خالد الغامدي[/COLOR][/ALIGN]
تُفاجأ بشخص يرتفع إلى أعلى، وآخر يهبط إلى أسفل فتقول بينك ، وبين نفسك إن من ارتفع لا يستحق الارتفاع، وإن من هبط لايستحق الهبوط، ويرتفع صوتك لشرح وجهة نظرك هذه حتى يسمعها غيرك، ثم تدور في حلقة مُفرغة..
وقد أعجبني هذا الوصف الذي يقول إن الدنيا مثل \”المرجيحة\” ترتفع بك في لحظة، وتنخفض بك في لحظة، فاذا ارتفعت بك رأيت من كانوا أسفل \”أقزاما\” واذا انخفضت بك رأيت نفسك \”قزماً\” مع الأقزام، ولأن \”المرجيحة\” ترتفع، وتنخفض ، تصعد الى أعلى، وتبط إلى اسفل، فعليك ان تتريث في احكامك، وتتأنى في اتهاماتك، وان تنظر إلى غيرك أذا ارتفعت بك \”المرجحية\” نظرة موضوعية، وهي ان الدور سيأتي عليك فتهبط بك الى اسفل، وسترتفع غيرك الى اعلى، وهكذا طالما كانت \”المرجيحة\” تدور، وتتحرك، ولايستطيع انسان ان يتحكم في صعودها، وهبوطها كما يريد هو، وقت مايريد.
والأذكياء هم الذين يبتعدون عن \”المرجحية\” فلا ترفعهم فجأة، ولا تسقط بهم فجأة، فيكون ارتفاعهم في حدود قدراتهم، وقوتهم، ويكون سقوطهم في حدود قدراتهم، وضعفهم، والأغنياء هم الذي يعتمدون على \”المرجحية\” على اساس انها اسرع في الارتفاع، وينسون أنها ايضا اسرع في السقوط على الأرض .. و\”المرجحية\” تتعامل للأسف مع الطرفين: الأذكياء رغم أنوفهم، والأغبياء رغم معرفتهم بأنفسهم.
التصنيف:
