[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]شاكر عبدالعزيز[/COLOR][/ALIGN]

علاقاتي قديمة بمعالي الدكتور محمود سفر ابن حارة سوق الليل بمكة المكرمة حسب وصف كتاب صور من تراث مكة المكرمة في القرن الرابع عشر الهجري لعبدالله أبكر.
والدكتور محمود سفر لابد أن اشير في البداية إلى أنه انسان مثقف بكل ما تحمل كلمة ثقافة من معنى ووقته الكبير يقضيه في القراءة .. وقد ذكرني ذلك بالكاتب المصري الكبير أنيس منصور وحبه وشغفه في القراءة في جميع الموضوعات.
تابعت الدكتور محمود سفر وهو يعمل مسؤولا كملحق ثقافي في الولايات المتحدة الامريكية .. بعدها جاء الدكتور محمود سفر ليتولى العمل مديرا لجامعة الخليج واعطى هذه الجامعة جهداً مميزاً لعدة سنوات .. ثم اختير معالي الدكتور محمود سفر وزيراً للحج خلفاً لمعالي الشيخ عبدالوهاب عبدالواسع \”يرحمه الله\” وبحكم صلتي القديمة بالعمل كصحفي متابع لأخبار وزارة الحج كان لابد أن اتابع اخبار ونشاطات الدكتور سفر الذي كان من أول قراراته في الوزارة أن اسند لشقيقه الدكتور حسن سفر الاستاذ بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة مسؤولية الاشراف الكامل على مكتب معاليه بالوزارة مع اعطائه صلاحيات واسعة.
وتابعت الدكتور محمود سفر وهو يعقد اجتماعات متتالية مع المسؤولين في مؤسسات الطوافة المسؤولين عن استقباله الحجيج كل عام ويطالب بالتطوير والتحسين في مؤسسات ارباب الطوائف .. ووعد بتكريم المتميزين ومحاسبة المقصرين ومن خلال حماسه الشديد في خدمة الحجيج رفع شعاراً مازال قائماً حتى اليوم \”خدمة الحاج شرف لنا\” وحاول أن يصل بهذا المفهوم الجديد في الخدمة من أصغر موظف الى قمة هرم العاملين في خدمة الحجيج.
وكثف الدكتور محمود سفر لقاءاته مع بعثات الحج الزائرة للمملكة على ضرورة الالتزام بالنسبة المقررة لكل دولة وهي \”ألف حاج\” \”لكل مليون\” في الدول العربية والاسلامية.
ونجح الدكتور سفر في ايصال هذا المفهوم واعلن تعاون وزارة الحج مع جميع البعثات المرافقة للحجيج من أجل التوعية بمناسك الحج في بلدانهم قبل الوصوله الى مكة المكرمة والمشاعر المقدسة ..واستمرت نشرة وزارة الحج في الصدور باسم \”المشاعر\” التي تنشر اخبار تفصيلية عن جهود الوزارة من الحج.
واستمر الدكتور محمود سفر في مسيرته الثقافية التي لا تتوقف حتى بعد تركه العمل وزيرا للحج.
دخلت مرة الى احدى المكتبات الشهيرة في شارع فلسطين بجدة وعندما وصلت إلى القاعات التي تنشر فيها احدث الاصدارات وجدت هناك شخصاً واحداً يتأمل الكتب الجديدة ويفحصها بدقة ويختار منها ما يروق له ووجدت بجانبه شخصاً آخر يحمل معه \”سلتين للكتب\” وقد امتلأت إحداها والأخرى في طريقها للامتلاء وعندما اقتربت منه لأتفحص هذا الشخص وجدته معالي الدكتور محمود سفر ويساعده شقيقه الدكتور حسن سفر في حمل هذا الكم الهائل من الكتب التي اشتراها الوزير المثقف \”محمود سفر\” .. وقد شجعني لطف ودماثة خلق الدكتور محمود سفر أن اطلب الحوار الموسع معه للبلاد عبر صفحتين تجريهما مع الصفوة .. فكانت موافقته وإتمام هذا الحوار شيئا اثلج صدري. الدكتور سفر عاد الآن لمشواره الثقافي فقد التقيت بشقيقه الدكتور حسن سفر هذا الاسبوع لأسأل عنه فعرفت أنه حزم حقائبه الى سويسرا لكي يتفرغ للقراءة هناك!!
وعاد الدكتور محمود سفر ليشارك في العديد من الانشطة والفعاليات المهمة في جدة فهو في مقدمة اعيان ومثقفي جدة لتهنئة سمو النائب الثاني بالمنصب الجديد وهو المشارك باستمرار على المنصه الرئيسية في اثنينية عبد المقصود خوجة إذا كان في جدة فهو واحد من مجلس امناء هذه الاثنينة الشهيرة، وهو المثقف السعودي البارز الذي تعود اليه اذا ذَكرت الثقافة والمثقفين .. فالدكتور محمود سفر هو واحد ممن أعتز بهم وبمعرفتهم واستفدت كثيراً من التعامل الاخلاقي المتميز الذي يخص به رجال الاعلام والصحافة.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *