مصطفى زقزوق

العقل النابه .. هو الذي يستطيع المحافظة على رشده – ويعمل مخلصاً على بناء الوعي السليم في تحقيق غاية الفهم والتوجيه بدون أي تفسير خطأ.. أو فرض نوع من ممارسات النيل والتعريض والإهانة لهذا وذاك. كما لا ينبغي إكراهه على أن يكون أسيراً لخواطر خاصة ولمزاعم باطلة يتفاضل بها البعض على البعض بعوامل الكبرياء.
وكل تفاؤل بالحب وبالخير وبالرحمة يعني الإقرار بعناية الله بخلقه ثم الثقة في الضمير ليتخلص من شقاء بطره، وعندما يتفق الناس جميعهم على حب الحياة فإن مدلولها يختلف من شخص لآخر. فمنهم من يتصورها شرفا وبقاء ذكر وصيانة للتقوى والمروءة والأخلاق. وبعضهم يعتبرها لذة فحسب.
وإن أجلّ الطموحات في الحياة ألا يقابل المرء الشر بالشر فيجعل من الحلم وازعاً ومراعاة مخافة الله في السر والعلن وإعمار الحياة بالكلم الطيب وليس بالعنف في طلب الحياة وبالظلم. ولأن الإحسان إلى المسيء متعة والترفع عن غيظ العداوة كرم.
وراحة الإنسان في دنياه تكون بالاستمتاع بآماله لا بآلامه حتى تكون رحلته فيها هادئة هانئة جاعلاً من المعروف شيمته ومن العفو سجيته.
وعلى كل إنسان ألا يستسلم لمؤثرات النفس وطغيانها والاعتزاز بنفسه وكرامته فلا تبقى غير مرتكبات الآثام والكيد لعباد الله بلا حذر من نقمته.
والعاقل إذا والى بذل في المودة نصره وإذا عادى رفع من الظلم قدره فيسعد غيره بعقله ويعتصم معاديه بعدله والصدق مع النفس هو الذي نستريح به من مرارة العقاب ومرارة الاعتذار.
وماذا يريد الإنسان من غيره ومن الحياة سوى التعامل بأدب وصدق ونزاهة ولا يكون إلا بأخلاقه ومجتلى عقله وسلامة وعيه. لا يحابي في غاية تضر بالآخرين. مثل ذلك الخلل قد ينشأ من فراغ النفس ومن معاناة مخيفة.
والذين يتعاملون بالتواضع ومن علمته الأيام أن يكون في حصانة التقدير بامتلاك أمره وحماية قدره. والمرء أسير عمرٍ يسير!

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *