لا أعلم هل هو شعور متبادل مع الكثيرين أم أنه هاجس يراودنى فقط ، ولكن دائماً الخوف من المجهول “المستقبل” يقلقنى ويشعرنى بالرعب والحيرة

لقد خص الله الإطلاع على علم الغيب له وحده ، فلا يستطيع أى إنسان على وجه الأرض أن يتنبأ بما سيحدث اليوم أو غداً أو حتى بعد عام ، الخوف من المستقبل تماماً كالشبح ، تشعر بوجوده وأنه حولك يرعبك ولكنك لا تستطيع مشاهدته أو الإطلاع على تفاصيله ، هو شيئٍ ما متواجد حولنا ولكنه غير مرئى قد يتحدث البعض عن حسن الظن بالله والتفاؤل بالمستقبل ولكن هنا النقطة التى أتحدث عنها ليست تلك المقصودة ، الإنسان بطبعه يسعى للأفضل ولديه حب الفضول فى كل شيئ فهو يسعى جاهداً لمعرفة كيف ستكون حياته مع الشريك أو مستقبله الوظيفى ولكن لا حيلة له فى الأمر مما يجعله يقع فى دائرة الممنوع مرغوب يظل يبحث ويفتش ويتتبع أى خطوة تمكنه من معرفة ما سيحدث ولكن دون جدوى فيستمر فى الدوران داخل تلك الدائرة المغلقة التى لا نهاية لها ولا يستطيع الخروج منها حتى وإن كان أمامه الأبواب للنجاة ، فى إعتقادى أن تلك الأزمة يعانى منها الجميع ، فالطالب يسعى لمعرفة إذ ما كان سينجح أم يرسب فى إختباراته ، والفتاة تسعى لمعرفة هل ستتزوج ممن تحب أن سيتركها وحيدة بقلب مكسور ويذهب بعيداً بدعوى القدر والظروف ، وهناك الرجل الذى يكد ويعمل لتوفير حياة كريمة للأسرة ويسعى لمعرفة كيف سيكون شكل مستقبله فهل سيستطيع تأمين حياة الأسرة على نفس النهج أم ستكون هناك بعض العقبات التى تقلب الحياة رأساً على عقب ، دائرة التفكير كبيرة جداً وليس لها نهاية وتختلف بمختلف الحدث والأشخاص ولكنها فى النهاية تقع جميعها تحت مُسمى “الخوف من المستقبل” هذا الهاجس المرعب الذى يجعل الجميع يفكر ليلاً ونهاراً عن شكله وأحواله ، عن نفسى دائماً ما كنت أفكر كيف سيكون شكل مستقبلى ولا أنكر أن هذا الأمر من أكبر وأكثر الأمور خوفاً لى فهو كان ومازال الهاجس الأكبر بالنسبة لى وما زاد الأمر سوء عندما ممرت بأبشع تجربة فى الحياة وهى “اليُتم” ففقدان أبى جعلنى أخشى المستقبل أكثر وأكثر ، فكيف سأواجه الحياة بعد رحيل أبى الذى كان يشكل مصدر الأمان من الخوف لى ، أخشى كثيراً المستقبل وكيف سأصبح إن تعرضت للخوف من سيحمينى ويشعرنى بالأمان الذى كنت سأشعر به فى حضرة والدى ، قد يختلف الأمر مع أخرين ولكن يظل الخوف من المستقبل مرض يصيب الإنسان ولا علاج له بل ومن مضاعفاته أنه مع مرور الأيام يزيد لا يقل ولا هناك أى بصيص للأمل للشفاء يوماً منه !

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *