[COLOR=blue]علي محمد الحسون[/COLOR]

•• \”من أكل من بصل عكا دخل الجنة\”.
تقول الحكاية إنه كان هناك تاجر يبيع البصل، وكان يأتي بالبصل من – عكا – فكان في أحد الأعوام أن انصرف الناس عن أكل \”البصل\” فتكدست مخازنه بـ(البصل) فبار، ولم يبع منه شيئاً، وأوشك الرجل على الإفلاس.. فذهب إلى أحدهم يشكو له حاله الذي هو فيه.. فنصحه أن يعرض حاله هذا على – إمام – المسجد لعله يجد له حلاً، وقد كان. فذهب إليه وشكا عليه حاله.. فقال له كم \”لي\” إن أنا جعلت الناس يأتون إليك متلهفين على بصلك؟.. قال: نصف ما أحصل عليه.
فكان يوم الجمعة ارتقى الإمام المنبر وراح يخطب في المجتمعين الذين كانوا يأخذون كلامه مأخذ الصدق والجد.. فبعد أن حمد الله وأثنى عليه قال: من أكل من – بصل عكا – دخل الجنة، لم يقل قال الله ذلك، ولم يقل قال رسول الله ذلك فقط قالها من عندياته من أكل من بصل عكا دخل الجنة.
فما أن انتهت الصلاة حتى ذهب الجميع إلى – مخازن البصل – واشتروا حتى بقايا قشر – البصل -.
هذه الحكاية تدل على سلامة نية الناس، وتصديقهم لما يقوله الخطيب، لهذا على الخطباء أن يكونوا أكثر ورعاً، وأكثر صدقاً فيما يخاطبون به الناس الذين ينظرون إليهم نظرة ثقة فيما يقولون، لا ادخالهم في دهاليز من سفسطات الكلام وغلوائه.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *