الخطوط والخطاطين
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]د. محمود محمد بترجي[/COLOR][/ALIGN]
تابعنا في الأسابيع السابقة الهجوم والهجوم المضاد من وإلى الكتاب الذين رافقوا الخطوط السعودية عند استلامهم أسطول الطائرات الجديدة وأياً كانت قناعتي في ذلك الأمر فهذا لا يهم القارئ، الحقيقة قد يجهلها البعض وقد يدركها البعض الآخر ولكنه يفضل تظاهره بعدم علمه بها، فكل الكتاب وبلا استثناء هم من أصحاب المصالح، أي أنهم يكتبون من أجل مصلحة ما، بمن فيهم كاتب هذه الكلمات، بالرغم من أنني لست بكاتب ولا بكويتب ولكن أظل في زمرتهم طالما أنني أمارسها، وللتوضيح سريعاً قبل أن يغضب مني البعض، فالمصالح أنواع وعلى درجات، فهناك مصلحة وطنية ومصلحة خاصة، وهناك هدف مادي وهدف معنوي، وهناك من يكتب ليصل إلى مركز ما، وآخر يسعى للخروج من هذا المركز، والبعض يكتب لتحسين وضع مجتمعه أو وطنه وهناك من يكتب لتحسين حاله ووضعه، وهناك من أفقره قلمه أكثر مما أغناه، ونرى من يكتب بلسان المواطن، أو بلسان المسؤول، وهناك من يكتب باسم الوطن،ونميز بينهم في حال تعارضهم، أما من يكتب لمصلحة وطن آخر فهو أقرب إلى الخيانة منه إلى المصلحة، وفي النهاية الجميع يكتبون لأجل هدف، أو لتحقيق مصلحة معينة،مشروعة أم مذمومة حضارية كانت أو تخلفية، والمهم في الكاتب المثالي أن يكتب بتجرد وضمير وأن تغلب عليه المصلحة العامة على مصلحته الخاصة وكلما تحقق ذلك بنسبة أعلى كان أقرب إلى المثالية، وأن يستشعر مشاكل الناس ويحمل هموم المجتمع وبذلك يصل إلى الهدف المشروع والغاية الأسمى وهي الوطنية.
وعودة إلى الخطوط السعودية فقد أكد المهندس خالد الملحم المدير العام للخطوط السعودية بجريدة الإقتصادية في 22 ـ 11 ـ 2009 \”عدم وجود خطط مستقبلية لإطلاق خدمات الطيران الإقتصادي أسوة ببعض شركات الطيران في المنطقة\”، لماذا يا باش مهندس هل الخطوط السعودية أفضل من غيرها أم غيرها أفضل منها؟، لم هذا النفي أليست الخطوط في خسائر مستمرة وتحتاج إلى الطيران الإقتصادي، أم هناك ثمة سياسات تمنعك من ذلك، أو سبب آخر وهو ما يسمى بمراكز القوى خصوصا وأن أصحاب هذه الشركات من الـ (v.i.p)، كما أشار في حديثه \”الى أن الشركة ماضية في خطط وبرامج التخصيص حيث بيعت بعض حصص الشركة لعدد من المستثمرين، مشيراً إلى أن وحدات الصيانة والخدمات الأرضية سيتم تخصيصها العام المقبل\”، في الحقيقة بقدر سعادتي بهذا التصريح إلا أن تخوفي أكبر بما قلته، صحيح إني لست من رجال الأعمال ولم يعرض علي شراء بعض الحصص، ولكنني على الأقل كقارئ لم أتذكر أنني قد قرأت إعلاناً واحداً عن تخصيص بعض القطاعات لمن يرغب في الشراء أو نشرة اكتتاب للمساهمة كما نراها دائما في الصحف، هل بيعت بعض الحصص كأسهم وهل هي متداولة في السوق أم أنها بيعت لقطاع خاص وعندها يلزم تقديم عروض ومزايدات وخلافه؟ أرجو أن لا يكون البيع قد تم سرا كما حصل مع الهاتف السعودي، والذي لا أعرف إلى الآن كيف بيع ولمن وبكم وأصبحت بنيته التحتية من أملاك شركة الإتصالات، وأخيراً عزيزي القارئ إن شعرت غداً بأي اختلاف تجاه طرحي للقضايا فثق تماما بأنني قد حصلت على تذكرة طيران وربما شريحة جوال.
فاكس 6602228 02
التصنيف: