الخطوط , وأسلوب الرمرمة واللصمقة
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]فوزي عبد الوهاب خياط[/COLOR][/ALIGN]
منذ أن بدأت الخطوط الجوية السعودية منذ زمن بعيد وهي تتمتع بسمعة رائعة جعلت معظم المسافرين يحرصون على اختيارها شعوراً بالأمان وهي تحمل شعار المملكة بعبارة التوحيد الخالد (لا إله إلا الله محمد رسول الله) وقناعة بأساليب الصيانة العالية التي تحرص عليها أبداً, وكان الجميع يدركون بأن صيانة طائراتنا السعودية على أعلى مستوى وأنها تقوم بتغيير في أية قطعة تصاب ولو بجزء بسيط من الخلل بأخرى جديدة, ولا تأخذ بأسلوب \”الرمرمة\” ولا \”اللصمقة\” منفردة وحدها بهذه الصيانة العالية جداً. لكن للأسف الشديد أن هذه السمعة الطيبة , وهذه القناعة العالية , وهذا الاطمئنان الشامل قد تداعى في السنوات الأخيرة فأصبح البعض يتحدث عن تدني مستوى الصيانة في خطوطنا الجوية السعودية, وأصبحنا نسمع في المجالس عن العديد من الروايات المقلقة, والمخيفة , بعد أن أصبحت الصيانة (أي كلام)!! وبعد أن كثرت مواقف الخلل , والترقيع للأعطال التي قد تصيب أسطولنا الجوي.بل إن الأمر وصل حد تغيير قناعات الناس بمستوى الصيانة لطائراتنا والاتجاه إلى الخطوط الجوية الأخرى ومنها ما أصبحت تتمتع به من سمعة ترضي المسافرين وتقودهم إليها بعيداً عن الخوف , والهلع. وفي مقالة أستاذنا الدكتور هاشم عبده هاشم رئيس تحرير الزميلة (عكاظ) يوم الاثنين 16-3-1434هـ كتب تحت عنوان (كارثة جوية منتظرة) في زاويته اليومية الشهيرة \”اشراقة\” عن هذه المسألة الخطيرة جداً وفقاً للخبر المتداول على بعض وسائل التواصل الاجتماعي والمؤكد بأن الخطوط السعودية تحتل الآن المرتبة الـ (50) بين شركات الطيران الاسوأ صيانة في هذا العالم!!.وأضاف الدكتور هاشم عبده هاشم قائلاً: (مثل هذا الخبر الخطير لا ينبغي السكوت عليه أو تجاهله أو التقليل من شأنه, أما إذا كان مكذوباً فإن على الخطوط أن تنشر المعلومات الصحيحة على الملأ , وإن كان الخبر صحيحاً فإن الأمر لا يحتمل الانتظار أو التلفت يمنة ويسرة أو عض اليد حتى لا يفوت الوقت وتحدث الكارثة).
وقال الدكتور هاشم: (لكن الأمر في كل الأحوال لا يمكن السكوت عليه أبداً, لا سيما أن هناك من يتحدث عن أن بعض قطع الغيار تنقل من طائرة إلى أخرى حتى تكمل رحلتها بستر الله , على أن تتوقف الطائرة أو الطائرات الأخرى إلى أن تصلهم قطع الغيار المناسبة لها, فهل هذا معقول, وهل الأمر بلغ بأسطولنا الوحيد والأكبر إلى هذا الحد)؟. وبكل صراحة, وأمانة, فقد تملكني الرعب من هذه المعلومات التي جاءت بمقالة الدكتور هاشم , وأصابني زلزال عنيف, وبدأت أتخيل, كيف ستكون النهاية إذا استمرت الحالة على ما هي عليه من استهتار بأرواح الناس , ومن كوارث قد تتواصل بفعل هذا الاستحقاق إذا ما كانت المعلومات صحيحة وصادقة.ولا أعتقد أبداً أن السبب عدم كفاءة الخطوط المالية, وحتى لو كانت المادة هي السبب فكان الواجب وضع الأمر أمام أصحاب الأمر وهم أحرص منا جميعاً على توفير السلامة والأمان مهما كلف الأمر, ومهما ضاقت السبل فلا شيء أثمن , وأغلى من أرواح البشر, يا أمان الخائفين.
آخر المشوار
قال الشاعر:
إذا ضاقت بك الأحوال يوماً
فثق بالواحد الفرد العلي
ولا تجزع إذا ما ناب خطب
فكم لله من لطف خفي
التصنيف: