الخطوط السعودية.. كيف الحال؟
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]بخيت بن طالع الزهراني[/COLOR][/ALIGN]
** تستطيع \”الخطوط السعودية\” ان تكون في حال افضل من حالها الآن، فهي تملك خبرة تراكمية ميدانية لعشرات السنين، ولديها امكانيات ضخمة، وأمامها سوق واسع \”يسيل له اللعاب\”.. لكنها مع كل هذا ما زالت تتقدم ببطء، وتتطور بشكل لا يحقق طموحنا – نحن الذين نراقبها من على بعد – وذلك لأسباب لا اعرفها بدقة، حتى لكأننا امام لغز كبير يصعب فك طلاسمه. واللغز هو ان معطيات \”التألق\” متوفرة، لكن ما يحصل هو \”تقدم\” فقط، وبين الاثنين فارق بالطبع.
** الاسبوع الماضي عشت لحظتين من لحظات تأمل احد جوانب ما يدور على ارض الواقع، بالنسبة للناقل الوطني السعودي الكبير، اولاهاما في مطار الملك عبدالعزيز بجدة، والثاني في مطار الملك خالد بالرياض.. كان الناس في كلام المشهدين بحاجة ماسة للغاية الى مقعد واحد ينقلهم الى المدينة الاخرى، لكن المشكلة \”الازلية\” ظلت كما هي \”لا – مقاعد\”.. وبدأت مثل الكثيرين من حولي في تلكم اللحظتين – ادور حول نفسي – وحاولت مراراً وتكراراً \”الاتصال بصديق\” لعله ينقذني من ورطة \”جفاف\” المقاعد، او ان شئت \”غيابها\” لكن بدون جدوى، ففي جدة، جئت للمطار قبل 45 دقيقة، وانتظمت في الـ\”line\” وعندما وصل دوري قالوا لي \”نعتذر – لقد تأخرت\” وضاعت فرصتي مع ان زحام \”السرا\” هو الذي اضاع مقعدي وظللت \”اترجى\” لاحظ \”اترجى\” كبير المشرفين ان يسعفني بمقعد في الرحلة التالية، وكأني وأمثالي نطلب \”صدقة\” لا ان نطالب بحقنا الذي ندفع له من جيوبنا.
** وفي الرياض كنت في الموعد قبل منتصف الليل، وكان حجزي \”انتظاراً\” فوجدت المشرف في المطار يبتسم امامي وهو يقول معتذراً، لا استطيع خدمتك، وامامك سبعة عشر راكباً لديهم حجز \”ok\” ولم يظفر احدهم بمقعد واحد، فضاعت عليهم الرحلة، ثم اطلعني على شاشة جهازه؟.. وفجأة دخل مجموعة من اولئك وهم في قمة غضبهم، ودار بين الفريقين سجال عجيب، بينما تراجعت انا قافلاً الى بطن العاصمة لأبيت تلك الليلة مكرهاً حتى ضحى اليوم التالي، وانا اتحسر على شركة نقل كبيرة، يحدث فيها هذا الموقف، حتى ونحن \”خارج المواسم\” ثم علمت ان رحلات جدة الرياض والعكس، تتوقف نهائياً بعد منتصف الليل الى صبيحة اليوم التالي، فضربت كفا بكف!!
** أظن ان من حقي أن اسأل وان اتساءل بمرارة: هل ما يحدث في المطارين الكبيرين عندنا من ارتباك في العمل، وعجز من تلبية طلبات تقديم الخدمة، وعن تجويدها، يمكن ان يحدث في مطار دبي القريب منا مثلاً، ولن اقول لندن أو باريس؟.. وهل الخدمات الضرورية والملحقة بالمطارين الكبيرين توازي او تقترب من مطار دبي؟.. ونحن ولله الحمد بلد كبير، غني بعقوله، وامواله، وطموحاته.. في وقت كان من الواجب – نعم الواجب – ان نكون في المركز الاول عربياً: بل وشرق أوسطياً!!
** جاري على رحلة العودة من الرياض، كان في معظم الرحلة يتأفف من ضيق المقاعد، أعطوه جريدة يقرأها فرفض وسألته لماذا؟ فقال لا اجد مكاناً \”لركبتي اصلاً\” فكيف أحد متسعاً لفتح جريدة.. ثم صعقني عندما أكد لي انه زبون دائم لـ\”السعودية وان خبراته مع \”خطوطنا\” طويلة وان هذه الطائرة بالذات من الاسطول الجديد الذي التحق بالخطوط قبل حوالى ثمانية أشهر، ولم أصدقه، حتى سألت احد الملاحين، فأكد لي كلامه، وفهمت لحظتها أن \”الخطوط\” ماضية في تضييق المقاعد، بدل توسعتها، حتى ان جاري نفسه قال مازحاً: \”هذه المقاعد تصلح فقط لطلاب مدرسة ابتدائية من ذوي الاجسام \”الضامرة\” لا لركاب راشدين كبيري الاجسام، والطريف ان رحلتنا تلك ستواصل الى الدار البيضاء!!
** هل نزيد ونتحدث عن الوجبات الغذائية المتواضعة، أم عن الامكانيات الترفيهية الغائبة على الطائرة، أم عن تلك التكشيرة والملامح المكفهرة في الغالب لعدد ليس قليلا من موظفي الخطوط، وكأنهم يعملون \”بدون نفس\”.. ام عن عدم تأهيل عدد من الموظفين خلف اجهزتهم، ممن تراهم في أكثر من مرة يستدعون زملاءهم ليشرحوا لهم اشكالية لم يعرفوها، وسط دهشة الركاب المستعجلين والفطنين وهم يرمقونهم من بعيد.. أم عن عدم وجود فنادق بالمطار لإيواء من تضطره الظروف التي تصنعها \”الخطوط\” لان يبيتوا ليلتهم في انتظار الفرج صبيحة اليوم التالي، ام عن \”….\” وعن \”….\”!!
** انا في واقع الأمر لا اتطلع الى رد من العلاقات العامة في الخطوط السعودية، لان الرد معروف سلفاً، والذي أتمناه – حقيقة – ان يرزق الله خطوطنا بنهضة \”شاملة\” في أوصالها فتنقلها من حالها الحاضر، الى آفاق أعظم، وأجمل وأكبر بما يتوازى وطموحاتنا العريضة.
التصنيف: