[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]د. رؤوفة حسن [/COLOR][/ALIGN]

الكثير من معايشي السبعينات يذكرون أغنية سندريلا الشاشة \”الحياة بقي لونها بمبي\” ، فهي أغنية تحتفي بالحب الذي يشعله سن الشباب وتتفاعل فيه بيولوجيا أنظمة الهرمونات في الجسم التي خلقها الله ليحبب الناس في الانجاب والخلافة للأرض.وارتبط في الأذهان لفترة طويلة ان السعادة هي في الحب وبالذات هذا النوع من الحب. كما ان اللون الوردي لسبب ما هو رمز للسعادة، مع ان كثيراً من الألوان جميلة والمعاني التي يتم تحميلها للألوان هو نتاج رؤية ثقافية يقدمها الناس بأنفسهم للأشياء، وليس للألوان علاقة بها. فالورد ليس هو السعادة، كما أن السعادة مفهوم يدركه الانسان في الغالب بعد انتهاء وقته أكثر مما يدركه خلال حدوثه.
والذكريات السعيدة وهي غالبا الصورة التي تتبقى في الذهن هي مصدر يتم تصوره لكيف كانت السعادة. قليل منا يجيد الاستمتاع بلحظته في الحياة، فيحب ما يفعل، ويحب ما يقول، ويحب ما يقرأ، ويحب ما يشاهد، ويحب ما يسمع، ويحب ما يتعبد له، ويحب ما يحيط به، فيدرك انه يعيش في سعادة.
ترى الشخص يسير بكامل أعضائه ولا يشكل ذلك له مصدر سعادة حتى يرى شخصا من ذوي الاحتياجات الخاصة، يستخدم ما تبقى له من أعضاء بأفضل ما يستطيع، عندها يدرك قيمة ما يملك. وترى الشخص يتبرم من فقره حتى يلتقي بفخور لديه امكانيات أقل ويتباهى بها فيدرك قيمة ما يملك. وهكذا تختلف قيم السعادة بحسب ما يقرر الانسان انه سعيد.وعلى هذا يعتمد المتخصصون في البرمجة اللفظية العصبية وعلماء النفس الاكلنيكيين في جعل الناس يتخلصون من الاحباط واليأس والحزن والكآبة.
الحياة بلون المرح:
تقع في أزمة، فتشعر أن كل أبواب الحياة السعيدة قد سدت في وجهك. وتقرر أن الحياة تستحق الشعور بأشياء جميلة أخرى بغض النظر عن الأزمة، فتدخل في حالة من المرح تنتقل الى الراغبين في مساعدتك، فتنفك عنك في النهاية تلك الأزمة. كثير من المرح اسفاف دون شك لكن قليل منه ضرورة. فالمرح دون شك مصدر للسعادة كما هو انعكاس لها، فهو يبعث الضحكات والابتسام، ويعكس في العيون البهجة والحبور وينتقل كالعدوى الى كل الأشخاص في الجوار المحيط بالشخص المرح.والمرح في كثير من الاحيان ضروري لهؤلاء الذين يعملون في قضايا جادة ومعقدة، لأنه يساعدهم على تسهيل تعقيدها، وتخفيف جفاف جديتها.
ولون المرح عندي هو لون السعادة كاللون الوردي للسينما العربية للبعض أو الأحمر للصينيين، أو الأزرق الفاتح والأصفر الفاتح للمناطق الصحراوية أو البحرية الساخنة. وبقدر ما يجعل المحبين بعضهم البعض سعداء فإن الأصدقاء الأوفياء التي تكشفهم لحظات الضيق في الحياة يجعلون الحياة أجمل ألف مرة.
أدعوا لكم بصداقة مخلصة فهي خير ما يكتسبه المرء في حياته من مصادر السعادة.

[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *